بقلم : أشرف هوازل

هــل الحركـات الإسلامية القائمة في الأرض اليوم مؤهلة لأن تقوم برسالتها العظمي تجاه نفسها وتجاه البشرية ؟
هـل تمكنــت من تربية القاعدة المطلوبة علي المستوي المطلوب ؟
هــل تآلفت قلوبها واجتمعت كلمتها ؟
هــل تجردت لله نسيت ذاتهــا ؟
هــل اكتسبت من البصيرة السياسية والحركية ما يمكنها من السير في الطريق الوعــر الذي يحيط به الأعــداد من كل جانب .
متربصين كالوحوش الكاسرة التي تنتظر الفريســة ؟
هــل اتضحت لها أهدافها .
ورتبت أولوياتها .
وعرفت حدود طاقتها .
فتحركت في حـدودهـا ؟
أم ما زال ينقصها الكثير حتي تصبح علي المستوي المطلوب ؟
وإذا بقيت علي فرقتها وشتاتها ونقصٍ في تربيتها وغبٍش في رؤيتها .
إلا من رحم ربك .
فهل تصلح أن تكون هي البديل الذي ينقذ البشرية من جــاهليتهـا المعـاصـرة ؟
لا نقول نعم .
ولا نقول لا .
فــذلــك غـيـب موكـول إلي الله .
إنما نتحدث هنا عن السنن الربانية .
وعن وعـد الله ووعيده .
فهل هي الثوابت التي تحكم المتغيرات .
نقول إن البشر لا يعجزون الله .
{ إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا } الطلاق 3
فأما الغرب بكل قوته المادية .
فلن يعجز الله .
لأن الله أكبـر .
أكبـر من كل كيدهم .
ومن كل قوتهم .
وأما المسلمون بكل سلبياتهم فلن يعجزوا الله .
لأن القدرة قدرته جل وعلا والقوة قوته والأسباب أسبابه وهو الذي قال سبحانه .
{ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } محمد 38
وهو الذي وعد علي لسان رسوله صلي الله عليه وسلم بالجولة الممكـّنة للإسلام بعد أن تقع المعركـة الكبرى بين المسلمين وبين اليهود .
قال عليه الصلاة والسلام
( لا تقوم الساعة حتي يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتي يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ..)
وارهاصات المعركة علي الأبواب ويجئ بعدها النصر والتمكين لدين الله .
والذين يحاربون الله ورسوله خير لهم أن يكفوا عن هذه الحرب لو كانوا عقلاء فهي حرب خاسرة في النهاية مهما كسبت من جولات في مبدأ الأمر فإنما يملي الله لهم ليزدادوا إثما .
وليمحص الله الذين آمنوا .
{ وليمحص الله الذين آمنوا ، ويمحق الكافــرين } آل عمران 141
ولقد مر وقت علي هذه الأمة كان الإسلاميون فيه يَسْبَحُون ضد التيار .
لأن تيار الغزو الفكري كان هو الكاسح الذي يجرف الناس أمامه بعد أن أصبحوا غـثـاء كـغثـاء السيل . واليوم يحس العلمانيون أنهم هم الذين يسبحون ضد التيار .
وأن التيار الجارف تيار الشباب .
متجه إلي الإسلام .
فيحاولون بكل جهدهم أن يغيروا الاتجاه ليعدوه إلي الوضع الذي نشئوا وتربوا فيه .
وركّبوا في مصانع الغزو الصليبي ليستريحوا إليه ويجدوا أنفسهم فيه .
{ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشـد تثبيتــاً } النساء 66

Loading