بقلم: أشرف هوازل

القرآن الكريم ليس خطابا تاريخـيا سواء إلي الأمة الإسلامية أو البشرية كافـة .
بمعني أنه نزل استـجـابـة لـظـرف تاريخـي معـين في حيـاة البشرية .
فينتهي دوره حين يتغـير الـظـرف .
إنما هو خطاب دائم للأمة الإسلامية وللبشرية .
كـافـة من مبعـث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وأن أمور حياتنا تتغـير وتتحـور .
وتتخـذ أشكـالا جـديدة علي الـدوام .
ولكن محاورها الرئيسية لا تتبـدل ولا تتغـير .
وأن مفاتيح قضايانا الرئيسية هي في هذا الكتاب المعجز ،
منذ نزل إلي قيام الساعـة .
وأن علينا أن نتـدبـر هـذا القرآن علي الدوام بعـيون مستبصرة
وقلوب متفتحة .
لنضع أيدينا علي هذه المفاتيح .
ونستخدمها في حـل قضايانا التي تتخـذ صورا متجـددة علي الـدوام .
ولكنها لا تتغـير في اسسها وجواهرها .
وإذا كانت الأمـة قـد أغمضت أعينها في الفترة الأخيرة عن كتابها .
وتقاعست عن أداء تكاليفه ، ففقدت كثيرا من خيريتها .
وتكالب عليها أعـداؤها يريدون أن يـجـتـثـوا الإسلام من جـذوره
فلا سبيل لها إلي رد كـيد أعـدائها .
والعـودة إلي تسنم مكانها الذي أخرجها الله من أجله إلا بالعودة إلي تدبر الكتاب ببصـائر واعـيـة وقلـوب متفتحـة .
وتطبيقـه في عالم الواقـع ليكونوا كما قال الله لهم .
{ وكذَلكَ جَعَـلْناكَمْ أَمًًةً وسَطَاً لّتَكُونُوا شُهَدَاَء عَلي النَّاس ويَكُون اَلرَّسُول عليكمْ شَهيداً } البقرة :143
وليعـود لهم التمكين الذي وعـدهـم بـه الله .
{ وعـَد الله الَذَينَ آمُنَوا منكُمْ وعَمَلُوا الصَّالَحات لَيَسْتْخلفَّنهُم في الأَرض كما استخْـلْف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضنَي لَهُم ولَيبدّلَّنهم من بعـد خوفْهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً } النور 55

Loading