بقلم: مني قطامش
في بداية الأمر صلة الرحم لا يجوز قطيعتها في اي حال من الأحوال ولا يستهان بقطيعتها كما يفعل البعض ويستغني بما عنده من أشخاص سواء كانوا أولاد او زوجه او اصدقاء او اناس اخرين.
وتعد صلة الرحم من الأمور التي أمرنا بها “رسول الله صل الله عليه وسلم” وهناك العديد من الأحاديث النبوية تحثنا علي صلة الرحم ومنها..
قال رسول الله صل الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه” أي أن شرط الإيمان بالله وباليوم الآخر هو صلة الرحم
وروي البخاري عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويبعدني عن النار، فقال النبي عليه السلام “تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاه وتؤتي الذكاه وتصل الرحم” في هذا الحديث ايضا تأتي صلة الرحم من العبادات التي حثنا عليها الأسلام ورسوله بعد عبادة الله وأقامة الصلاه وإتاء الذكاة التي إذا حرص عليها العبد يدخل بها الجنه.
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم سمعته يقول “أن الصدقه وصلة الرحم يزيد الله بها في العمر ويدفع بها ميتة السوء ويدفع بها المكروه والمحذور” اي ان صلة الرحم تجعل العمر فيه من بركه ولا يموت واصل رحمه ميتة سوء ولا يصيبه في حياته مكروه ولا أذي
وقاطع الرحم لا يدخل الجنه لقول رسول الله صل الله عليه وسلم “لا يدخل الجنه قاطع رحم”. وأحاديث نبوية أخري تحثنا علي صلة الرحم.
حيث ظهرت في الفترة الأخيرة القطيعة بين الأخوات فعلاقة الأخوه ليست بعلاقة صديق وإنما هي دم يجري في العروق ولا يجوز أن تقاس علاقة الأخوه بقانون الأخذ والعطي أن أعطيتني أعطيتك وأن زرتني زرتك وأن أحسنت إليي أحسنت إليك كل هذه التعاملات لن تحصد في نهايتها سوي قلة المشاعر، وتباعد المسافات والفجوات وإنعدام الأحساس بالأخوه.
فهناك بعض الأخوه يسمحون لزوجاتهم وأولادهم بالتدخل بينه وبين أخواته فتحدث المشاكل والقطيعه ويكونوا هم السبب في هذه القطيعه.
وهناك ايضا الزوجه التي تسمح لزوجها ولأبناءها بالتدخل فيما يخص علاقتها بأخواتها فتحدث ايضا المشاكل والقطيعه فهناك بعض العقارب في العائلات تدس السم بين الأخوه والأخوات ليحدث الشرخ في أعمدة العلاقه الأخويه الفطريه ولذلك لا تسمح لأي أحد منهم أو غيرهم بالتدخل في علاقتك بأخواتك أو بالتدخل في مشاكلكم ويجب ان تضع لهم خط أحمر عند هذه العلاقة حتي لا تحدث القطيعه والبعد فيجب عليك أن تشعر أخاك وأختك بأشتيقاك إليهم ومكانتهم عندك وتشعرهم بأن أمرهم هو أمرك وأن ما يحزنهم يحزنك وما يفرحهم يفرحك ومشاكلهم هي مشاكلك وأن تساعده وتعينه علي حل مشاكله والوقوف بجانبه وتكون عكازه قبل أن يطلب منك يقول الله سبحانه وتعالي “سنشد عضدك بأخيك” أي ستستمد قوتك بأخيك ولم يذكر الزوجه أو الزوج أو الأبناء لأن كل هؤلاء يعوضون أما الأخ فلا يعوضه أي شئ في هذه الدنيا.
فكيف لأخوه حملهم رحم واحد وأرضعتهم أم واحده وعاشوا في بيت واحد وأكلوا في طبق واحد وشربوا من نفس الكوب وتبادلوا ثيابهم مع بعضهم البعض وناموا بجوار بعض وذاكروا مع بعض كيف لهم أن يمحو كل هذه الذكريات الجميله ويقاطع أخيه بل يقفا امام بعضهم في المحاكم يتنازعون علي الميراث حيث شهدت المحاكم في الأونه الأخيرة أكثر قضاياها هي قضايا نزاع بين الأخوه والأخوات علي الميراث كيف وصلتم لهذه الدرجه من القطيعه ألم ياتي عليك الليل ويأنبك ضميرك؟
ألم يشعرك الدم الذي يسري في عروقك بالشوق والحنين لأخواتك الذي يسري في عروقهم نفس الدم؟
ألم تتذكر أبيك وأمك ووصايهم.
فبر الأم بعد موتها يأتي بوصل وبر الخاله أو الخال وبر الأب بعد موته يأتي بوصل العم وأولاده.
وفي نهاية مقالي أود أن اقول كلمه أخيره لقاطع الرحم وقاطع اخواته إياك ثم إياك أن تفرط بأخواتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا مهما كانت قيمته وأكرر قول الله تعالي “سنشد عضدك بأخيك” نسال الله لنا ولكم الهدايه.