كتبه: د. نسرين خالد حسني
عضو هيئة تدريس بقسم علم النفس- جامعة القاهرة

أشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة Scientific Reports إلى أن متلازمة القلب المنكسر Broken Heart Syndrome ليست مجرد حالة قلبية فسيولوجية، بل تجربة نفسية عميقة ترتبط بالضغط العاطفي والصدمات المفاجئة.
هذه الدراسة التي شارك فيها د. نسرين خالد حسني (جامعة القاهرة)، ود. نيرة محمد شوشة (معهد الدوحة للدراسات العليا وجامعة القاهرة)، ود. علي محمد علي (جامعة بنها)، ركزت على العلاقة بين الأبعاد النفسية والصحة القلبية، وسألت:
“هل الألم في القلب انعكاس لضغط جسدي فقط، أم أنه يعكس أزمات نفسية ووجودية عميقة؟”
وأظهرت النتائج أن المصابين غالبًا يعانون من شعور ضعيف بالمعنى في حياتهم، ويستخدمون استراتيجيات مواجهة غير فعّالة مثل الهروب الذهني أو التمني، بدلاً من التعامل الواقعي مع الضغوط اليومية. كما يمكن للضغوط النفسية أن تؤدي إلى تغيرات ملموسة في عضلة القلب، مسببة أعراضًا مشابهة للنوبات القلبية مثل ألم الصدر وضيق التنفس.
وتشير الدراسة إلى أن الأثر النفسي للقلب المنكسر يمتد ليؤثر على العلاقات الاجتماعية والقدرة على التكيف مع الحياة اليومية. ويؤكد الباحثون أن العلاج الطبي وحده لا يكفي، وأن دمج التقييم النفسي ضمن بروتوكولات الرعاية يمكن أن يعزز قدرة المصاب على مواجهة الضغوط، ويعيد له شعورًا بالمعنى والسيطرة على حياته.
مما يُشير إلى أن الوعي بالجانب النفسي عند مواجهة الصدمات العاطفية يمكن أن يقلل من تأثيرها على القلب. وبناءً عليه، ينصح الباحثون بـالبحث عن الدعم النفسي، ممارسة أساليب مواجهة صحية، والحفاظ على الروابط الاجتماعية، حيث أن هذه الخطوات لا تحمي القلب فقط، بل تعزز التكيف النفسي والشعور بالاتزان العام.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني