كتبت: نورا حمدي
رفقًا بالقوارير” هي عبارة نبوية شريفة، وردت في سياق حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم لحث الرجال على معاملة النساء برفق ولين، نظراً لرقة المرأة ورقّة قلبها وتشبهها بالقوارير التي هي سريعة الكسر. يُعدّ هذا الحديث دعوة عامة للرجال لإكرام النساء واحترام مشاعرهن، لما يملكن من عاطفة وحنان، وتوجيه للاهتمام بهن في مختلف جوانب الحياة، إكراماً لهن وحفاظاً على مكانتهن في المجتمع.
أصل العبارة وسياقها:
جاءت العبارة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى الصحابي أنجشة يحدو الإبل التي تحمل النساء بسرعة، فأمره النبي بالرفق قائلاً: “رويدكَ يا أنجشةُ، رفقاً بالقواريرِ”.
معنى “القوارير”:
“القوارير” في اللغة هي جمع قارورة، وهي الإناء المصنوع من الزجاج أو الفضة، الرقيق والسهل الكسر.
شبه النبي النساء بالقوارير لبَيان مدى رِقتهنّ وحاجتهنّ للعطف والحنان والرعاية.
مظاهر الرفق بالقوارير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
الرفق في القول والفعل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلين جانبه ويتلطف في أقواله وأفعاله مع النساء، فهو ضد العنف والتعسف.
احترام المشاعر: مسح دمعة زوجته صفية بيده وأمر القافلة بالتوقف نزولاً من أجلها، اعترافاً منه بقيمة مشاعرها.
تخفيف الصلاة: كان يخفف الصلاة عندما يسمع بكاء طفل رفقاً بأمه.
الاهتمام بالنساء: كان يقف للمرأة ليسألها عن طلباتها ويستجيب لها، وينصت لغنائها.
الوصية بالإحسان: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع، حيث قال: “استوصوا بالنساء خيراً”.
يدل الحديث على المكانة الرفيعة للمرأة في الإسلام، حيث يُعتبر ما أكرمها إلا كريم وما أهانها إلا لئيم.
يُساهم الرفق في بناء علاقات أسرية سعيدة ومستقرة، حيث يشعر الرجل بمسؤوليته تجاه زوجته وأهل بيته.
ويعكس ايضآ الرفق بالنساء التزام الرجال بتطبيق تعاليم الدين الإسلامي، وهو ما ينعكس بدوره على تربية الأبناء تربية حسنة.

Loading