متابعة _ عبدالرحمن شاهين

وصفت الكاتبة الصحفية أسماء أمين كتاب «بنات النيل» الصادر عن دار الشروق، إعداد سامية إسكندر سبنسر، بأنه “باقة أمل” لكل امرأة، رُويت بالصبر والاجتهاد، فأصبح أريجها النجاح والتفوق.

جاء ذلك خلال تقرير مطول لها بصحيفة المصري اليوم، بعنوان “38 سيدة مصرية يروينّ قصص نجاحهن فى «بنات النيل» اليوم الأربعاء، والذي جاء فيه: 38 سيدة مصرية سطرن بأيديهن قصص نجاحهن، فى سيرهن الذاتية دروس ملهمة وقيم وعِبَر، واجهن تحديات قوية، بعزيمة لا تقهر، وحققن إنجازات عالمية فى تخصصات عدة، غَيَّرن عالمهن بأيديهن على الصعيد المهنى والأسرى، اخترن مطاردة أحلامهن، فكان السعى طريقا، والنجاح حليفًا، فكسرهن الصورة النمطية السلبية للمرأة، التحقت بالعمل فى الخارج لكن ظلت الهوية مسألة مصيرية لهن، تربعت مصر فى حشايا القلب ينبض بها، ولها واصلن الطريق على درب التحدى، فقدمن نموذجا إيجابيا يحتذى به فى مصر وخارجها.

فى كتاب «بنات النيل: نساء مصريات غيَّرن عالمهن»، والذى صدرت طبعته العربية الأولى عام 2023، عن دار الشروق، فى 462 صفحة، أشارت ميلان فرفير، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لقضايا المرأة العالمية، إلى أن الكتاب يضم سيرا ذاتية لسيدات نجحن فى مجموعة واسعة من المهن مثل الهندسة والطب والمجالات الدبلوماسية والمصرفية والسياسية وريادة الأعمال والفضاء والمجالات الأكاديمية، مؤكدة أنه فى الوقت الذى يعترف فيه العالم بضرورة استقطاب المرأة للعمل فى مجالات التكنولوجيا والرياضيات، كانت هذه السيدات قد اضطلعن بأعمال رائدة فى هذه المجالات قبل وقت طويل.

وأوضحت أن الكتاب يستعرض الحكمة المستمدة من حياة مملوءة بالغايات التى تغلبت على العوائق وتسعى جاهدة للوصول إلى القدرات الكامنة للمرء.

بدورها، تقول سامية إسكندر سبنسر، محررة الكتاب، إن الفكرة جاءت عام 2014، والتى تمثلت فى تجميع السيدات اللواتى يتشاطرن تجربة مشتركة كمصريات ويعيشن فى أنحاء مختلفة من العالم، حيث تعين على المشاركات فى الكتاب استعراض تجاربهن الحياتية بصراحة وصدق، وتحليل رحلاتهن والكتابة عنها باللغة الإنجليزية.

من بين المشاركات فى الكتاب اللاتى سطرن قصص نجاحهن وكتبن سيرتهن الذاتية، تيسير أبوالنصر.. ابنة السيدة التربوية التى زرعت فيها الإخلاص فى العمل، تخرجت فى كلية الهندسة جامعة القاهرة وحصلت على الماجستير والدكتوراة من جامعة كوينز بكندا، توليت منصب عميدة كلية الهندسة فى جامعة أوتاوا، كما عملت عميدة فى كلية العلوم التطبيقية فى جامعة كولومبيا البريطانية.

حصلت على وسام ولاية أونتاريو الكندية لعام 2004 واعتبرت واحدة من ضمن 100 شخص مؤثرا فى أوتاوا فى عام 2001، وكذلك اختيرت ضمن الـ100 سيدة الأكثر تأثيرا فى كولومبيا البريطانية عام 2010، وفى مصر تعمل الدكتورة تيسير على ترسيخ ثقافة الدراسات المستقبلية وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا والتحليل من منظور الأنظمة واتخاذ القرارات بناء على الأدلة.

عن نفسها تقول: «أنا شخصية مختلفة ودائمًا تجد نفسها تسبح ضد التيار بحق، لكن بطريقة أو بأخرى قد تعايشت مع حقيقة اختلافى ونجحت فى التعايش مع تيارات وثقافات متناقضة».

الدكتورة فوزية العشماوى.. ابنة الإسكندرية، حصلت على الدكتوراة فى العلوم الإنسانية من جامعة جنيف بسويسرا، أنجزت رسالتها فى تطور المرأة والمجتمع فى مصر المعاصرة فى روايات نجيب محفوظ، وعملت بتدريس اللغة العربية والحضارة الإسلامية فى جامعة جنيف، ومترجمة وخبيرة فى شؤون الأمم المتحدة والبيئة وخبيرة خارجية لدى منظمة اليونسكو وجامعة الدول العربية، اختارتها اليونسكو كمشاركة فى صياغة «الموسوعة الإسلامية» عام 2007.

أشرفت العشماوى على عدة مشروعات بحثية- تابعة لليونسكو- عن صورة الآخر فى كتب التاريخ المدرسى الابتدائى فى 7 دول من شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، كما أشرفت على مشروعات عن تطور المرأة فى دول العالم العربى والإسلامى وعن تنقية المناهج الدراسية الأوروبية من الشوائب عن الإسلام وتصحيح صورة المرأة المسلمة، انتخبت رئيسة لجالية المصريين فى سويسرا وحصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى للعلوم والفنون فى مصر.

رانيا المشاط.. نشأت فى أسرة أكاديمية جعلتها متشبعة بالنقاشات الخاصة بالارتقاء بصياغة السياسات العامة للدولة المصرية، وجدت شغفها فى مجال الاقتصاد «العلم القاتم»، ففتح لها أذرع النجاح، حصلت على شهادة الدكتوراة فى الاقتصاد من جامعة ميريلاند، كوليدج بارك بأمريكا، وتولت منصب وكيلة محافظ البنك المركزى المصرى للسياسات النقدية، عملت بالتدريس كأستاذة اقتصاد غير متفرغة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عملت مستشارة لكبير اقتصاديى صندوق النقد الدولى فى واشنطن، عملت خبيرة اقتصادية أولى فى صندوق النقد الدولى، كانت أول سيدة تتقلد منصب وزيرة السياحة، وتشغل بنجاح الآن وزارة التعاون الدولى.

هدى بدران.. رغم أنها تزوجت بعد الثانوية العامة وأنجبت ابنة صغيرة، ثم أصبحت أرملة فى عمر الـ18 إلا أنها قررت العودة مرة أخرى لمقاعد الدراسة فكان التفوق حليفها، أصبحت أول سيدة مصرية وعربية تحصل على الدكتوراة فى الرعاية الاجتماعية، وكانت أول سيدة تتولى رئاسة اللجنة الدولية لحقوق الطفل، وأول أمين عام للمجلس القومى للطفولة والأمومة فى مصر.

تقول: «حينما أنظر إلى فصول حياتى أشعر بالفخر لاستثمارى خبراتى فى سبيل خدمة قضية المرأة فى مصر وخارجها».

ماجدة النقلى.. ابنة الإسكندرية، فى 1968 كانت أول امرأة تلتحق ببرنامج الدراسات العليا فى قسم الهندسة الكيميائية بجامعة نورث وسترن بشيكاغو، عملت فى المجال الصناعى فى سان فرانسيسكو، وفيها سجلت أول براءة اختراع أمريكية لأحد مبيدات الآفات العضوية الفوسفاتية الفتاكة، وأسفرت أبحاثها عن العديد من براءات الاختراع والمطبوعات العالمية فى مجال السلع الاستهلاكية.

هالة السعيد.. لوالديها عظيم الأثر فى نشأتها وشخصيتها، كانت أول عميدة منتخبة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومساعدة رئيس جامعة القاهرة للبحث العلمى والعلاقات الخارجية، وعضوة مجلس إدارة البنك المركزى، والمديرة التنفيذية للمعهد المصرفى المصرى، ولديها إسهامات أكاديمية واسعة من الأوراق البحثية والدراسات والتقارير الاقتصادية، توجت لدورها البارز فى مجال الخدمة العامة عام 2016 من بين أكثر 50 سيدة تأثيرا فى الاقتصاد المصرى، حصلت على جائزة أفضل وزيرة عربية من جائزة التميز الحكومى العربى 2020.

تقول: «بوسع المرأة حينما تملك الإرادة والأدوات المناسبة أن تغير جيلا بأكمله، وأن تصنع المجد لنفسها، ولمن حولها».

«إن تصميم الحلى قدرى ورسالتى فى الحياة».. عزة فهمى واحدة من أكثر السيدات المؤثرات بالمجتمع المصرى، متاجرها تمتد لأكثر من 14 بابا للبيع حول العالم، أسست استوديو للتصميم عام 2013، الذى يعد الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، ويهدف إلى مساعدة المصممين الشباب فى الوصول إلى مستوى احترافى بمهنة تصميم الحلى.

فى 2019 أنشأت مؤسسة لتطوير صناعة الحلى وتدريب الشباب على الحرفة من خلال بناء قدراتهم الفنية والمهنية لخلق فرص عمل، تقول: «أحد أهدافى يتمثل فى تعزيز قطاع الصناعات الحرفية فى مصر وتدريب الحرفيين المهرة على استخدام التكنولوجيا من أجل تصدير إبداعاتهم الدقيقة إلى العالم».

وأشارت إلى أنه «على الرغم من المعوقات والتحديات الكثيرة التى واجهتها خلال مسيرتى نحو النجاح فإننى إذا ما تعين علىّ البدء من جديد ما كنت لأُغير شيئًا».

عواطف حامد.. ابنة المنصورة، تخرجت فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إذ كانت نجحت ضمن 35 طالبا فى برنامج هندسة الطيران، سافرت إلى الخارج لمتابعة دراستها العليا، وهى تعتبر أول سيدة تتولى رئاسة أحد أقسام الهندسة الفضائية فى أمريكا، وظلت بالمنصب 12 عاما، حصلت على منح تنافسية وصل مجموعها أكثر من 45 مليون دولار، أصدرت العديد من المؤلفات فى محركات توربينات الغاز وأنظمة دفع الطائرات، بالإضافة إلى مئات المقالات والأبحاث فى محركات الطائرات.

تقول: «لقد كنت محظوظة للغاية لتحقيق أهدافى والوصول إلى النجوم بفضل الدعم غير المشروط للعائلة والأصدقاء والمعلمين الذين آمنوا بى، فطوال حياتى ومسيرتى المهنية بذلت قصارى جهدى لاتباع خطاهم، وعلى الرغم من أن التخصص يمثل تحديًا فكريًا فإن هندسة الطيران علم مهم يؤثر بشكل كبير على الاتصال البشرى ويساهم فى ضمان السفر بأمان والتواصل البشرى عبر الأقمار الصناعية».

شاركن فى الكتاب أيضًا، هنا أبوالغار، نيرة أمين، مارى باسيلى أسعد، ميساء بركات، سحر محمد السلاب، نيفين حمدى الطاهرى، صفاء عبدالسميع فودة، محاسن ملاك غبريال، نعمت سابا حبشى، فايزة محمد حسين هيكل، عزة محمد هيكل، هدايت إسلام، فاتن مصطفى كنفانى، سهير قنصوة، مديحة المهيلمى قطب، كارولين أمازيس ماهر، منى مكرم عبيد، هيلين موسى، نجلاء ناضورى نيازى، سونيا أبادير رمزى، منى زايد رزق، فايزة وهبى شيرين، عبلة شريف، سوزان سباهى، سامية إسكندر سبنسر، ملك يوسف طاهر، هند واصف، نادية واصف، لولا أبو سيف زقلمة، نهاد بليغ ذكرى.

يُمثَل «بنات النيل» باقة أمل لكل امرأة، رُويت بالصبر والاجتهاد، فأصبح أريجها النجاح، والتفوق. كانت قصص المشاركات بالكتاب غير كل القصص، مستوياتهن ليست متساوية، وظروفهن ونشأتهن مختلفة، ونجاحهن هدية لكل امرأة تكافح، طالما تحمل الأمل والعزيمة، ستستمر دوما على الطريق.. طريق النجاح.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني