الكعبة الغراء
بقلم: مصطفى سبته
في هـذه الـدُّنْـيـا الجميلة أشرقت
يوماً شمس النور والبركات
بدأ الوجود خطيئة ثم انتهى
بالصفح والغفران في عرفات
حتى أطل على الوجود محمد
زينت وتجملت عرفات بالصلوات
فأضاء التاريخ وقامت أمة
بالحق تكتب أروع الصفحات
وسرى على أرجائها وحى الهدى
جبريل يتلو أقدس الآيات
ومحمد في كل ركن ساجد
يحيى قلوبا بعد طول موات
بدء الخليقة كان من أسرارها
حين استوت بالخلق في لحظات
وتزينت لبنيها حتى بدا
نور الرسالة فوق كل حصاة
وتكسرت أصنام مكة وانزوى
خلف الحطام وضلال ليل عات
في حضن مكة كان ميلاد الهدى
والدهر يشدو أعذب النغمات
أمم أفاقت من ظلام عهودها
واستيقظت من بعد طول سبات
ألقى عليك الحاقدون ضلالهم
وتسابقوا في اللغو والسوءات
أترى يعيب الشمس أن ضياءها
أعمى حشود الجهل والظلمات
لويعلم الجهلاء رحمة ديننا
لتسابقوا في البر والرحمات
لم يشهد التاريخ يوماً أمة
جمعت حشود الحق في لحظات
لم تشهد الدنيا جموعا سافرت
عبرت حدود الأرض والسموات
لكنه الإسلام وحد بينهم
فتسابقوا لله في عرفات
هذا هو الإسلام دين محبة
رغم اختلاف الجاه والدرجات
في الكعبة الغراء وجهى شاخص
تتسابق الصلوات في الصلوات
والناس في الحرم الشريف توافدوا
ضوء الوجوه يطوف في الساحات
الله أكبر والحجيج مواكب
من كل لون قادم ولغات
الله وحدهم على وحى الهدى
رغم اختلاف الجنس واللهجات
جاءوا فرادى يحملون ذنوبهم
ويفيض صفح الله بالنفحات
حين استوى الرحمن فوق عباده
العفو كان بداية الرحمات
يآرب فلتجعل نهاية رحلتي
عند السؤال شفاعتى وثباتى
أنا في رحابك جئت أحمل توبتى
خجلان من شططى ومن زلاتى
أنت الغفور وكان ضعفى محنتى
وعذاب قلبي كان في هفواتى
أشكو إليك الآن قلة حيلتى
وهوان عمرى حيرتي وشتاتى
تتزاحم الأيام بين خواطرى
مابين ذنب حائر وعظات
يآرب سيرت القلوب موطناً
للحب فاغفر ياكريم هناتى
قد كان ذنبي أن قلبى عاشق
فأضعت في عشق الجمال حياتى
أنت الذي سطرت قلبى غنوة
للعاشقين وهذه مأساتى
أغفر ذنوب العاشق أن جوانحى
ذابت من الأشواق والعبرات
والآن جئتك بعد أن ضاق المدى
واثاقلت في رهبة خطواتى
ندمان على عمر تولى ضائعا
أم خشية من طيف عمر آت
اسرفت في ذنبى وبابك رحمتى
ولديك وحدك شاطئ ونجاتى
في هـذه الـدُّنْـيـا الجميلة أشرقت
يوماً شمس النور والبركات
بدأ الوجود خطيئة ثم انتهى
بالصفح والغفران في عرفات.
