كتبت: لمياء كرم

يفر آلاف الأفارقة من شرق القارة السمراء كل عامٍ هرباً من شظف العيش في بلدانهم المضطربة ، ليركبوا أمواج البحر العاتية في خليج عدن، أملاً في الوصول إلى بر الأمان المأمول في الشواطئ اليمنية.

بعضهم يحالفه الحظ بالنجاة، أما البقية فعادة ما تتقطع بهم السبل على اليابسة أو يموتون في عرض البحر بفعل مكائد القراصنة وألاعيب تجار البشر.

من تطأ أقدامهم التراب اليمني سرعان ما يشرعون في رحلة أخرى محفوفة بمخاطر من نوع آخر، وذلك حتى يستقر بهم المقام في أي مدينة او بلدة يمنية، ثم لا يلبثون أن يجمعوا ما تيسر لديهم من المال لقاء قيامهم ببعض الأعمال البسيطة بأجور زهيدة للغاية.

قبل أحداث العام 2011 كان اليمن يستضيف نحو ألف لاجئ إفريقي معظمهم من الصوماليين يليهم الإثيوبيون فالإريتريون وغيرهم ، إذ كانت غالبيتهم تقيم وتعمل في مدن شتى بينما يعيش بعضهم في مخيمات للاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة.

لكن الظروف تغيرت بعد ذلك بسبب تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية، وزاد من تدهور أحوال المهاجرين واللاجئين الأفارقة وقلة حيلتهم في اليمن أن اندلاع الحرب قبل ستة أعوام جرى بتدخل عسكري سعودي واسع النطاق، وبالتالي فلم يعد اليمن مكاناً آمناً لهؤلاء ولا الحدودالسعودية قابلة للتسلل منها إلى مدنها القريبة بالسهولة نفسها التي كانت عليها.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز