متابعة رفعت عبد السميع
معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية
أصحاب السعادة السيدات والسادة الزملاء الكرام ممثلي الدول الأعضاء
أصحاب السعادة الحضور ممثلي الجهات المعنية في منظومة العمل العربي المشترك والمؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المتمتعة بصفة مراقب
نلتقي اليوم وقد مرت 55 عاما على إنشاء لجنتنا، اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، وعلى عاتقنا مسؤولية تعزيز المرجعيات والحفاظ على المكتسبات، وتنسيق المواقف والنهوض بالشراكات، وتوحيد الصف والتصدي للتحديات.
نعم نلتقي وقد اقتحم المستوطنون ولا زالوا باحة المسجد الأقصى، نلتقي والاعتداءات على القرى الفلسطينية متواصلة، نلتقي ومشاعر الكراهية الدينية تتزايد على نحو مقلق، نلتقي وأطفالنا عرضة لما من شأنه المساس بقدسية مؤسسة الأسرة.
نعم، التهديدات كبيرة، والتحديات جسيمة، ولا خيار أمامنا سوى توحيد الكلمة والتحرك على نحو منظم ومنسق، والمبادرة دوليا بطرح مشاريع قرارات تخدم أولوياتنا ومصالحنا، وعقد ما نراه من فعاليات على هامش المحافل الكبرى لعرض جهودنا وطرح مرئياتنا وأولوياتنا.
ولا شك أن جدول أعمال دورتنا يترجم مختلف شواغلنا. ففلسطين كانت ولا زالت وستظل أولوية الأولويات في ظل ما تشهده من انتهاكات متواصلة على يد القوة القائمة بالاحتلال. على قوة الاحتلال أن تنهي فورا احتلالها للأرض الفلسطينية وأن تفرج فوراً عن جميع المعتقلين الفلسطينيين وجثامين الشهداء. هذا صوت العقل وصوت المنطق وصوت القانون الدولي. كما يتوجب على المجتمع الدولي ضمان المسائلة والحد من الإفلات من العقاب والتحدي الصارخ للشرعية الدولية. لا يمكن السكوت أمام وضع مستمر في التدهور ضحيته الإنسان الفلسطيني.
ولا يمكن السكوت أيضا أمام تطاول البعض في الغرب على المصحف الشريف. هذا فعل مشين. هذا عمل مستفز. هذا تصرف غير مقبول. هذا تطرف ديني ندينه ونستنكره. ولا يفوتني هنا الترحيب بالقرار الصادر يوم 11 يوليو عن مجلس حقوق الإنسان في جنيف والذي يدين صراحة تدنيس القرآن الكريم ويرفض على نحو قاطع هذه الأفعال. ونثمن الجهد العربي في هذا الشأن.
وحديثنا عن أرضنا المسلوبة في فلسطين، وعن المصحف الشريف وما يتعرض له من تدنيس، يقودنا لأمر جلل يمس الفطرة والوحدة الطبيعية للأسرة. نعم. نشهد حملة إعلامية لم يسلم منها المجتمع الدولي، حملة تمجد المثلية، وتطالب