بقلم: مروة الليثي#دليلك للطمأنينة

فيه نوع غريب من الناس… كل ما حياتهم تمشي كويس، يقلقوا.
كل ما يحسوا إن الدنيا بتبتسم، يخافوا.
يقولوا “اللهم استر، أكيد في حاجة وحشة جاية.”
وكأن الفرح مش لحظة، لكن مصيدة مستنية تنقلب.
دول مش متشائمين، ومش دراميين زي ما الناس بتفتكر.
دول ناس اتعلموا من الحياة إن كل فرحة وراها وجع.
كل مرة فرحوا… حصل بعدها سقوط.
كل مرة ضحكوا… كانت الضربة جاية في السكة.
فالعقل حفظ الدرس: “ابعد عن الفرح، عشان الأمان.”
بس الحقيقة إن اللي بيخاف يفرح، مش بيهرب من السعادة…
هو بيهرب من الخسارة.
من الإحساس اللي بييجي بعدها لما كل حاجة حلوة بتخلص فجأة.
هو مش خايف من النور، هو خايف من العتمة اللي بعده.
العقدة دي ليها اسم علمي: “Cherophobia” – الخوف من السعادة.
مش منتشرة في الكتب، بس موجودة في وشوش كتير حوالينا.
في اللي بيفسد كل حاجة حلوة قبل ما تكتمل.
في اللي يرفض علاقة حقيقية لأنه “مش عايز يتعلق.”
وفي اللي لما يوصل لحلمه… يسيبه فجأة.
الوجع بيخلّي الإنسان يبني جواه نظام حماية غريب:
كل ما يقرب من حاجة تفرّحه،
عقله يهمس له: “إبعد… افتكر المرة اللي فاتت.”
لكن اللي محدش بيقوله إن النظام ده نفسه هو اللي بيخنقنا.
اللي بيخاف يفرح بيعيش عمره كله جوه قفص ،
فيه أمان بس مفيهوش حياة.
بيحمي نفسه من الكسر، بس بيحرم نفسه من الضوء.
الرسالة الأخيرة:
يمكن السعادة مش وعد، ومفيش ضمان إن اللحظات الحلوة هتدوم،
بس برضه، مفيش قانون بيقول إن الفرح لازم يتعاقب.
كل مرة تضحك، خليك مؤمن إنك تستحق الضحكة دي.
كل مرة تنجح، افتكر إنك تعبت علشان اللحظة دي تبقى ليك.
وكل مرة قلبك يخاف، قوله بهدوء:
“أنا مش هسيب الخوف يسرقني من الحياة.”
مش لازم كل فرحة تخلص بوجع…
بس لازم كل وجع يعلّمك إزاي تفرح من تاني.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني