بدأت السوق الموازية للعملة في استعادة نشاطها من جديد، في ظل صعود الدولار بالقطاع المصرفي ملامسا 50 جنيهًا، مدفوعا بتخارج مستثمرين أجانب من السندات وأذون الخزانة الحكومية، مع تزايد المخاوف بسبب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ما يضغط على العملة المحلية.

سعر الدولار في السوق السوداء

وقال مصدر مصرفي مطلع على السوق الموازية، إن المضاربين في السوق الموازية بدأوا في استقطاب الدولار بـ51 جنيهًا منذ أمس، ووصل إلى 55 جنيهًا خلال تعاملات اليوم.

 

وتوقع المصدر في تصريح لـ”تليجراف مصر”، أن يصل سعر الدولار إلى 55 جنيهًا، في ظل المؤشرات الاقتصادية الحالية.

وقفز سعر الدولار مقابل الجنيه بقيمة 60 قرشًا حتى وقت كتابة التقرير، ليصل في مصرف أبو ظبي الإسلامي، إلى 49.50 جنيه للبيع.

ضغوط متزايدة

وتتعرض العملة المصرية لضغوط متزايدة، نتيجة ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، حسبما أفاد مصرفيون، بأن تعاملات “الإنتربنك” لدى البنوك شهدت طلبًا متزايدًا على الدولار، حيث تجاوزت التعاملات يوم أمس حاجز 439 مليون دولار، وهو ما يُعتبر الأعلى منذ أكثر من 5 أسابيع.

وأكد المصرفيون، أن هذه الزيادة تعادل الضعف، ما ساهم في تراجع قيمة الجنيه المصري، كما ارتفع متوسط سعر الدولار خلال الجلسات الأربعة الماضية بمقدار جنيه واحد مقابل الجنيه المصري، وفقًا للبيانات المعلنة من البنوك.

تشير هذه التطورات إلى استمرار الضغوط على الجنيه وسط تزايد الطلب على العملة الأمريكية، ما يعكس تحديات اقتصادية تتطلب مراقبة دقيقة من قبل الجهات المعنية.

هروب الأموال الساخنة

تخارج المستثمرون الأجانب بنحو 4 مليارات دولار من أدوات الدين الحكومي خلال شهر يونيو الماضي، بعد انتعاش سوق الدين الحكومي في الأشهر السابقة، بحسب مصدر مصرفي.

أشار المصدر المصرفي إلى أن هناك اتجاهًا سائدًا منذ تعويم الجنيه الأخير في مارس، حيث اتجه العديد من المستثمرين الأجانب إلى بيع أذون الخزانة المصرية، وسجلت صافي التعاملات الخاصة بالبيع نحو 14.46 مليار جنيه، ما يعادل حوالي 297 مليون دولار، وفقًا لبيانات البورصة المصرية.

مستقبل الدولار

قال الخبير المصرفي عز الدين حسانين إن تخارج المستثمرين الأجانب من الأسواق المحلية قد زاد من الضغط على الجنيه المصري، خاصة في ظل الانهيارات التي تعرضت لها الأسهم والبنوك العالمية، مما دفع الأجانب لبيع الأسهم والاتجاه نحو الأسواق العالمية لتغطية مراكزهم وتعويض خسائرهم.

وأضاف حسانين لـ”تليجراف مصر”، أن هناك عدة ضغوط تواجه الجنيه المصري، تشمل توزيعات الأرباح الخارجة من الشركات الأجنبية، وفوائد الديون المستحقة، بالإضافة إلى الضغط الناتج عن عمليات الاستيراد الحالية، سواء للدواء أو الوقود، في إطار جهود حل أزمة الكهرباء.

وفيما يتعلق بمستقبل سعر الدولار مقابل الجنيه على المدى القصير، توقع حسانين أن يصل الدولار إلى ما بين 53 و55 جنيهًا خلال الأسبوع المقبل في البنوك.

الأوضاع الجيوسياسية

ذكر الخبير المصرفي، أحمد شوقي، أن طلبات تخارج المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة والسندات تتزايد بسبب توترات الأوضاع ومخاوف جيوسياسية في المنطقة، خاصة مع التصعيد الإيراني-الإسرائيلي.

أضاف شوقي، أن استمرار هذه التوترات سيزيد من الضغوط على الدولار مقابل الجنيه كما هو الحال في باقي الدول الناشئة الأخرى، حيث ستؤدي إلى خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بشكل أكبر، خوفًا من تبعاتها السلبية، مضيفًا “فمن المعروف أن رأس المال جبان”.

تجدر الإشارة إلى أن الحرب الروسية-الأوكرانية أدت إلى خروج استثمارات أجنبية من مصر بنحو 22 مليار دولار خلال النصف الأول من 2022، ما ساهم في تفاقم أزمة النقد الأجنبي قبل الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.

وفي مارس الماضي، أقدمت الحكومة المصرية على خطوة تحرير سعر الصرف، ما دفع بسعر الدولار إلى مستويات 48 جنيهًا في المتوسط، مقارنة بـ30 جنيهًا في السابق.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني