✍🏻بقلم د.مروة الليثي #دليلك للطمأنينة
في قلب القاهرة، يقف المتحف المصري شامخًا، كأنه شاهد حيّ على عظمة بلدٍ علّمت العالم معنى الحضارة.
ليس مجرد مبنى يضم آلاف القطع الأثرية، بل هو نبض مصر القديمة الذي لا يزال يخفق في صدور المصريين الحديثين.
كل مصري يمر أمام المتحف يشعر بالفخر حتى لو لم يزر داخله، فالمكان يذكّره دائمًا أنه ابن حضارة عمرها سبعة آلاف سنة، وأن جذوره أعمق من أي حاضرٍ مضطرب أو واقعٍ صعب.
في زمنٍ تتغير فيه الملامح، يبقى المتحف المصري رمزًا للثبات والانتماء.
حين ينظر الشاب المصري إلى تمثال رمسيس أو وجه توت عنخ آمون، يرى في تلك الملامح شيئًا من قوته، من كبريائه، من قدرته على النهوض مهما تعثرت الأيام.
المتحف المصري ليس فقط مقصدًا للسياح، بل هو مدرسة للروح الوطنية.
يدخل الزائر فيتعلم أن المصري القديم لم يكن مجرد صانع أحجار، بل صانع حياة، كاتب التاريخ الأول، ومهندس الخلود.
وحين يخرج، يشعر أن على عاتقه مسؤولية أن يكون امتدادًا لتلك العظمة.
في عيون المصري الحديث، المتحف المصري مرآةٌ تعكس الذات: تذكّره بما كان، وتُلهمه بما يمكن أن يكون.
إنه يهمس لكل من يعبر بواباته:
“أنت من نسل الفراعنة… فانهض كما نهضوا، وابنِ كما بنوا.”
ولذلك، سيبقى المتحف المصري ليس مجرد مكان أثري، بل وطنًا صغيرًا داخل الوطن الكبير،
يحمل ذاكرة الماضي ليُنير طريق المستقبل.
🌟 دعوة من القلب
في زمنٍ تتسارع فيه الحياة وتتشابه الأيام، يبقى المتحف المصري المكان الوحيد الذي يعيدنا إلى أصلنا الحقيقي، إلى لحظة كنا فيها صانعي التاريخ لا متفرجين عليه.
زيارة المتحف ليست مجرد نزهة، بل رحلة داخل روح مصر، نقرأ فيها حكايات أجدادنا الذين بنوا الأهرامات وكتبوا على الجدران رسائل الخلود.
فلنجعل من زيارة المتحف المصري عادةً لا مناسبة،
ولنعلّم أبناءنا أن هذا المكان ليس للغرباء، بل هو بيت كل مصري،
بيت فيه رائحة الزمن الجميل، وصوت الحضارة الأولى، وضوء الفخر الذي لا ينطفئ.
المتحف المصري ليس ماضيًا يُروى…
بل حاضرٌ يُلهم، ومستقبلٌ يستحق أن نحافظ عليه.
![]()
