بقلم :عاطف محمد

شاطئ المحيط

أجلس فى يوم ما على شاطئ المحيط وتأمل بعمق ذلك الامتداد الواسع والافق الممتد، بعد لحظات سوف تسبح فى عالم آخر تتنسم فيه الذكريات وتتذكر الكلمات والعبارات وتعود لك الابتسامات والضحكات فتشعر براحة نفسية يعقبها سعادة لا حدود لها، ومع نسمات هواء المحيط تتجدد كل الأحاسيس والمشاعر وهنا ستدرك ان المحيطات لا غنى عنها سواء من الناحية المعنوية أو المادية.

8يونية اليوم العالمي للمحيطات

تقاس أهمية المقومات الطبيعة من خلال مدى الفوائدة الكبيرة لها، والمحيطات من أبرز ظواهر الطبيعة صاحبة الأهمية القصوى للبشرية جمعاء ،« إن البذور الجيدة لو ألقيت فى ماء المحيط لانبتت جزرا تنتظر البشر للحياة عليها » ولهذا و بمناسبة اليوم العالمى المحيطات الموافق« 8يونيه»من كل عام ،حث الأمين العام للأمم المتحدة كل الدول بكافة حكوماتها على الالتزام الواعى والكبير بالمحافظة على المحيطات، من خلال ما يبتكر من تقنيات علمية، حتى تسخر لخدمة المحيطات والحفاظ عليها ، فالمحيطات رئة الأرض والمتنفس الأمثل بها ، نستنشق الحياة منها ونتنفس أمل بقاء البشرية فى صورة مثالية فيها و نعيش دون ماينغص حياتنا ويضمن أمننا، وهذه الدعوة الأممية واجبة لما تحتاجه المحيطات من الدعم والمساندة البشرية من خلال العمل الجماعي الهادف للحفاظ على بيئة الحياة .

المحيطات والحياة

وتشغل المحيطات 70% من مساحة كوكب الأرض ، والتى تعد من أهم المصادر لحياة البشر وارزاقهم بل وجميع الكائنات الحية ،
فالمحيطات تنتج وحدها 50% من أكسجين كوكب الأرض والذى يعتبر بدوره المصدر الرئيس الموفر للبروتين لما يقدر بحوالي مليار شخص بالعالم، وكذلك المصدر الهام للتنوع البيولوجي للأرض ، كما يرتبط العمل الصناعي ل 40 مليون إنسان بالمحيطات من الآن وحتى حلول 2030.

المحيطات مصادر التجدد

وتعد المحيطات أهم مصادر التجدد والتعويض لما تم استنفاذه من أكسجين بسبب التجمعات السكانية وما تم تدميره من الشعاب المرجانية ومانتج من تعديات ، فالمحيطات هى التوازن الطبيعي فلا نجعلها تستمع إلى أنين الكائنات داخلها من كثرة التعديات عليها ، لهذا علينا أن نقيم اتصالا دائما بالمحيطات ويكون ذلك الاتصال قائما على الابتكار والشمول والاستفادة من الدروس السابقة للبشرية ،كل هذا لدعم وتحقيق الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة والذى يرتكز على المحافظة على المحيطات والبحار ومواردها البحرية وحسن استخدامها حتى عام 2030 لما لها من دور حيوي فى الغذاء والدواء للبشر .

الاحتفال وأثره

ويعد الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات فرصة نموذجية حتى يعلم الجميع كل أثر لكل فعل وعمل بشرى يخص المسطحات المائية سواء بالسلب أو الإيجاب ودعم الجهود المعبئة دوليا من قبل لإنقاذ المحيطات من التعديات البشرية حتى تتحقق الإدارة المستدامة للمسطحات المائية على كوكب الأرض بذكاء الاستفادة والإفادة، وترتبط الحياة وسبل العيش ارتباطا وثيقا بالمحيطات لهذا سوف يتم الاحتفال الافتراضي القائم على تلك الفكرة اليوم فى2021.

إنتاج وتركيز

وهذا العام سوف يتم التركيز فى برنامج الاحتفال والذى انتجته شعبة شئون المحيطات وقانون البحار والتى تتبع مكتب الشئون القانونية للأمم المتحدة بالاشتراك مع منظمة« أوسيانيك جلوبال» الغير الربحية ، بالتركيز على ما تحتويه المحيطات من عجائب لا حدود لها مما يدعم حياة البشر ، فيتم الاستماع إلى قادة الرأى وكل المدافعين وخبراء الصناعة ورجال الأعمال بخصوص الفرص الاقتصادية الناتجة من التنوع البيولوجي المعتمدة على المحيطات فيتم وضع الخطط التى تؤكد ذلك ، والمحيطات من الناحية الطبيعية تمتص مايقرب من 40% من ثاني أكسيد الكربون الذى يمنع الأثر البالغ الاحترام العالمي ويقلل من آثاره .

نقرير مفزع

فى بحث متخصص أجراه مجموعة من العلماء المتخصصين حول المحيطات تحديدا، أبرز تقرير البحث أن الأوضاع فى المحيطات صارت مفزعة، ووصلت إلى أدنى الحد الأسوأ، فالكائنات البحرية على وشك الانقراض بشكل غير مسبوق ، ومن مخلص التقرير نستشف عدة حقائق تقول أن هناك عدة عوامل اجتمعت مع بعضها لتصل بنا إلى الوضع شديد القلق ، ساهم فيه صيد الأحياء البحرية دون وعي إلى الوصول إلى هوة الاستنزاف بالإضافة إلى التلوث المستمر لبيئة المحيطات ،اضافة إلى ذلك التغير المناخي الذى يحدث بصورة طبيعية أو بسبب التدخلات البشرية، لهذا تم وضع برنامج عالمي للنظر فى أحوال المحيطات المعروف باختصار الاحرف «IPSO» من أجل تداول كل المعلومات و النتائج التى توصل إليها العلماء و الخبراء فى الشعب المرجانية والسميات وصيد الأسماك والكائنات البحرية وغيرهم.
ويقول أليكس روجرز، مدير المشروع العلمي واستاذ الأحياء في جامعة أوكسفورد، “إن النتائج التي خلص اليها المشاركون في المشروع مرعبة.”
وأضاف :عندما نظرنا في التأثير السلبي الجماعي للإنسان على المحيطات، فإن تداعيات هذا التأثير أصبحت واضحة للعيان، وتبين أنه أسوأ مما كان يعتقد كل منا منفردا.”

٠ وأكد روجرز أن تداول النتائج سوف ليصل بنا إلى تولد قناعة تؤكد أن وتيرة التغيرات التى حدثت للأحياء البحرية صارت أسرع مما كنا نعتقد لدرجة انها لم تحدث من مئات السنين ،مثل ذوبان الجليد فى البحر المتجمد الشمالي والقطب المتجمد الجنوبي وجرينلاند وارتفاع منسوب البحار وانطلاق غاز الميثان من قاع المسطحات المالحة ،ولكن الأخطر ان هناك ملوثات تستقر في قيعان المحيطات فتقتات على الكائنات البحرية مما بشكل خطرا عليها، بالاضافة لارتفاع حامضية المياة مما يهدد باختفاء ثلاثة أرباع الشعاب المرجانية فى العالم ،وهناك الكثير من الحقائق المرعبة فى محتوى التقرير …

المحيطات و وحدتنا

لهذا علينا أن نتكاتف ونعمل سويا كوحدة واحدة من خلال خطط وابتكارات وتقنيات حديثة من أجل الحفاظ على أهم المصادر الحياتية ألا وهى المحيطات ، حتى تضمن البشرية الاستمرار السليم .

Loading