متابعة رفعت عبد السميع
حضرات السيدات والسادة رؤساء وأعضاء مراكز الفكر في الدول العربية،
الحضور الكريم
اسمحوا لي، في مستهل هذه الكلمة باسم قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية الترحيب بكم في أعمال هذا الملتقى معربا لكم عن خالص الشكر والتقدير لحضوركم وتلبيتكم الدعوة، ناقلا لكم تحيات معالي الأمين العام وتمنياته بالتوفيق.
ويحدونا أمل كبير في الأمانة العامة أن يكون هذا الحدث المميز فضاء للتلاقح وتبادل الخبرات والتجارب الثرية لمؤسساتكم المرموقة لترسيخ أسس مستدامة للتعاون في المجال البحثي وإطلاق شراكة منتظمة مع مراكز الفكر العربية المتخصصة.
ذلكم أن انعقاد هذا الملتقى يعكس إرادة عملية واثقة لصياغة رؤية هادفة وملتزمة لخدمة قضايانا العربية تمشيا مع أهداف الميثاق والقرارات ذات الصلة للدفع بدينامية التطور المنشود الذي يعد البحث العلمي مدخله الأساسي. فلا تنمية حقيقية دون بحث علمي منتج. ولا تنمية حقيقية دون سيادة علمية قادرة على كسب الرهانات التنموية.
ومن هنا، فإن هذا الملتقى يحظى بأهمية خاصة لا سيما وأنه يأتي بعد مرور ستة سنوات على استحداث -بناءً على توجيهات معالي الأمين العام – لإدارة ضمن الهيكل التنظيمي للأمانة العامة تختص بالبحوث والدراسات الاستراتيجية.
وإنني على ثقة أن أعمال الملتقى ستشكل مناسبة لطرح الأفكار والتصورات التي من شأنها تطوير الأداء الجماعي لمراكز الفكر وتكريس مهامها في فهم واستشراف المستقبل ودعم صناع القرار في التعامل مع التحولات البنيوية المعقدة والتحديات الكبرى التي تواجه دولنا العربية على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية من خلال العمل الجاد والتخطيط الجيد، وتشجيع التمويل المشترك في إطار ثقافة تشاركية حقيقية بين المراكز تسهم في الارتقاء بقدراتها العلمية وتوسيع دوائر إشعاعها.
إن جسامة هذه التحديات تسائل، وبقوة، النخب والكفاءات العربية وتطرح الحاجة الملحة لصياغة مشروع فكري شامل وجريء ومنفتح على حقائق العصر والحداثة بما يؤهل منطقتنا العربية بما حباها الله من خيرات ومقدرات بشرية وطبيعية لتموقع مؤثر في المشهد الدولي مستلهمين في الدفع بهذا المسار الواعد الرصيد التاريخي لأمتنا العربية وإسهاماتها المشرقة في بناء الحضارة الإنسانية.
ختاما أتمنى لأعمالكم السداد والنجاح في التوصل الي خلاصات تسهم في النهوض بواقع البحث العلمي العربي المشترك.
والسلام ورحمة الله وبركاته