✍️ بقلم الكاتب والسياسي سيد حسن الأسيوطي

منذ أن أرسى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ـ طيّب الله ثراه ـ دعائم المملكة العربية السعودية عام 1932، وحتى يومنا هذا، تظلّ المملكة نموذجًا فريدًا للدولة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، واستطاعت أن تتحول من صحراء مترامية الأطراف إلى دولة محورية تُحرك موازين السياسة والاقتصاد في العالم العربي والإسلامي، بل وعلى الساحة الدولية بأسرها.

لقد استطاع الملك عبدالعزيز أن يحقق حلمًا عجزت عنه قرون، بتوحيد القبائل والمناطق تحت راية واحدة، شعارها التوحيد والعدل. ومع أبنائه الملوك من بعده، وُضعت اللبنات الأولى للدولة الحديثة ببنية تحتية قوية، وتعليم متطور، ورعاية صحية شاملة. ثم جاءت الطفرة الاقتصادية الهائلة مع اكتشاف النفط، لتصبح السعودية القلب النابض لأسواق الطاقة العالمية.

وفي حاضرها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، أطلقت المملكة رؤية 2030 لتضع نفسها على مسار جديد من التنوع الاقتصادي، وتمكين الشباب والمرأة، وتحويل السعودية إلى مركز عالمي للاستثمار والتكنولوجيا والسياحة.

لم تكن السعودية يومًا دولة منغلقة على ذاتها، بل كانت دائمًا قلب العروبة والإسلام. فقد دعمت القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسعت لحماية الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات. كما لعبت دورًا محوريًا في استقرار أسعار النفط العالمية، ما جعلها صمام أمان للاقتصاد الدولي.

وفي الأزمات الكبرى التي شهدها الوطن العربي، كانت السعودية دائمًا الحاضنة والملجأ، بدءًا من دعم مصر في حرب أكتوبر، مرورًا بالمواقف الثابتة تجاه وحدة اليمن وسوريا والعراق، وانتهاءً بالتصدي لمشروعات الفوضى والتقسيم التي استهدفت المنطقة.

اليوم، تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب مرحلة جديدة من الإنجازات، تستند إلى إرث تاريخي عريق، ورؤية قيادية شجاعة، وإرادة شعب طموح. فهي دولة بحجم قارة، وبمكانة دينية واقتصادية وسياسية تجعلها حجر الزاوية في استقرار المنطقة والعالم.

وفي اليوم الوطني السعودي، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتقدير إلى جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وإلى الشعب السعودي الشقيق، داعين الله أن يحفظ المملكة وأن تبقى دائمًا منارة للعروبة والإسلام، وركيزة للأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم.

Loading