متابعة _ أدهم
شتان الفارق بين المنتخبات العربية في كأس امم آسيا وأمم افريقيا، فالفارق كبير جداً، سواء في النتائج أو الأداء والعروض ، ففي كأس آسيا، سطر العرب بطولات “ملحمية” مع كبار المنتخبات القارية في أبناء السلالة الصفراء، بينما فشل العرب في القارة السمراء، فلا انتصارات ولا أداء مشرف .
المثير في الأمر، هو إقامة البطولتين، كأس آسيا وأمم افريقيا، في وقت واحد، وهو ما أشعل المقارنات، في أمور عديدة .. ففي افريقيا تراجع المستوى هو السمة المميزة، فقد اكتفت المنتخبات العربية الخمسة في إفريقيا بتسجيل انتصار وحيد من أصل 9 مباريات قبل مباريات الامس ، وكان هذا الفوز بأقدام أسود الأطلس، بينما لم تتمكن منتخبات مصر والجزائر وتونس وموريتانيا من تسجيل أي انتصار خلال الجولتين الاولي والثانية.
ليس النتائج فحسب، بل كانت صدمة الجماهير العربية، بالأداء المتواضع جدا لهذه المنتخبات، ونتائج لم يتوقعها أبرز المتشائمين، فكيف يتعادل صاحب الرقم القياسي في مرات التتويج باللحظات الأخيرة أمام منتخب موزمبيق (المصنف 111 عالميا)، وكيف تصدق ان تهزم تونس أمام ناميبيا (المصنف 115 عالميا)، ولم يختلف الجزائر كثيراً، حتى وان كان خطف نقطة من أنجولا المصنف 117 عالمياً، ولا ننسى منتخب موريتانيا، الذي أصبح على أبواب توديع البطولة، بعد أن مني بهزيمتين متتاليين، أمام بوركينا فاسو وأنجولا.
منتخب مصر، عقد أموره بيده، بعد ان كان مؤهلاً لتصدر مجموعته الثانية، التي تضم كاب فيردي وغانا وموزمبيق، ولكن الفراعنة وجدوا أنفسهم في موقف حرج بعد التعادل في أول مباراتين، لتزداد عملية التأهل تعقيدا.
وتتصدر كاب فيردي المجموعة برصيد 6 نقاط قبل مباريات الامس بعدما تمكنت من الفوز على غانا وموزمبيق في أول جولتين، لتضمن التأهل والصدارة، بينما تأتي مصر في المركز الثاني برصيد نقطتين، ثم غانا وموزمبيق ولكل منهما نقطة.
وتمر مصر بظروف صعبة في كوت ديفوار، أولها خسارة 4 نقاط كانوا في المتناول، وثانياً، غياب قائد المنتخب محمد صلاح عن المباراة الحاسمة الليلة، في ختام مرحلة المجموعات، واستمرار غيابه أيضاً عن التشكيلة إذا تأهل الفراعنة إلى دور الستة عشر بعد سفره الي انجلترا لاستكمال علاجه.
أما منتخب تونس فلم يحصد سوى نقطة واحدة في المسابقة القارية, بعد خسارته في أول جولة أمام منتخب ناميبيا، وتعادله مع منتخب مالي، ويتبقى له مواجهة مصيرية أمام منتخب جنوب إفريقيا.
في المقابل، نجد تألق كبير من عرب آسيا، حيث حققت المنتخبات العربية في البطولة المقامة في قطر نتائج مميزة وحافظ جميعها على فرصة منطقية للتأهل للأدوار الإقصائية.
وكان الأداء الأفضل من منتخب العراق، الذي فاجئ القارة بانتصاره على اليابان (المصنف 17 عالميا)، وضمانه صدارة المجموعة الرابعة، ومثله قدم المنتخب الأردني أداء بطوليا أمام كوريا الجنوبية (المصنف 23 عالميا)، وكاد أن ينتصر لولا تعادل كوريا في الوقت بدل الضائع.
كما وضعت بقية المنتخبات الخليجية، أمثال السعودية والإمارات أنفسها على بعد خطوة من التأهل، وحققت انتصارات مقنعة، بل وحتى منتخبات سوريا ولبنان وفلسطين، فعلى الرغم من عدم تحقيقهم الانتصارات، إلا أنهم قدموا أداء قويا، وحافظوا على فرصة التأهل، في حال انتصار الأول على الهند، والثاني على طاجكستان والثالث على هونج كونج، كذلك تبقى الفرصة التأهل قائمة لكل من منتخبي البحرين وسلطنة عمان.
وإذا حللنا مواقف المنتخبات العربية، سنجد منتخب قطر قد تصدر المجموعة الاولى وضمن الصعود، ولحق به منتخب أسود الرافدين، الذي تصدر المجموعة الرابعة وضمن التأهل، ونفس الحال منتخب الأردن متصدر المجموعة الخامسة، أما الامارات فيقترب من التأهل عن المجموعة الثالثة، ومنتخب سوريا لديه فرصة في المجموعة الثانية، كذلك السعودية وعمان في المجموعة السادسة لديهما الطموح خاصة المنتخب الأخضر.