كتبت: إنتصار محفوظ سرحان
أشاد الدكتور الهادي السديري الوزير المفوض للشباب والرياضة بالجامعة العربية ورئيس الاتحاد الدولي للملاكمة العربية بالعرض المسرحي الرائع لمسرحيات مارتن ماكدونا بمسرح مدينة بيرم لكاتب الدراما المعاصرة الاكثر شهرة
وأشاد بالعرض الرائع الذي جمع بين الرعب والرحمه العاريان في وقت واحد للعرض المسرحي للكاتب الكبير بالعمل البصري سيرجي فيدوتوف .
وذكر الوزير الهادي أنه بعد زيارته للمسرح شدد على ان وجود هذه المؤسسة في المركز الجغرافي بالجمهورية الروسية له معنى بالنسبة لنا كشعوب القارات المختلفة ، حيث اننا نعيش في عالم دافئ ،هادئ، وملئ بالعواطف والمعاني بينما تعمل مثل هذه المراكز للثقافة الانسانية العالية للفضاء العالمي مما يجعلها شريان الحياة للطقوس القديمة والاغاني الروحية لجميع القارات . اعلم أن معظم قرائي لن يتمكنوا من زيارة هذا المكان الغامض لكني اريد ان اخبركم عن كيفية عمل احدى تلك المفاعلات الثقافية لاشباع عالمنا بالطاقة البشرية.

ومن خلال زيارته لمسرح مدينة بيرم الروسية أكد ان للمسرح مساهمة فعالة في نشر قيم السلام والرياضة بين الشعوب على مختلف ثقافاتها وانه من الضروري الحفاظ على هذا الارث الداعم الحقيقي للرياضة والشباب في جميع دول العالم .

وتقع مدينة بيرم على حدود اوروبا واسيا في اقدم بقاع الارض _ جبال الاورال _ خلق المناخ القاسي والمصانع القوية اساسا لتطور ثقافة غريبة ، هي مزيجا من التمدن السوفيتي مع جماليات الغابة الكثيفة الشمالية ( التايغا ) _ وثنية شعوب الشمال _ في هذا المجال وفي نهاية العصور السوفيتية تم تشكيل موقع فريد للثقافة المسرحية الروسية ، وهو مسرح غامض على ضفاف نهر كاما البارد المتدفق بالكامل ، اطلق عليه رئيس المسرح سيرجي فيدوتوف اسم ” عند الجسر ” ( أو موستا) مما يدل على ان موقعا جغرافيا محددا بالقرب من الجسر فوق ممر مائي على حدود اوروبا وآسيا له معنا صوفيا ينتقل سيرجي الى عوالم اخرى عن طريق جسره .

واشار السديري ان المسرح نفسه عبارة عن لغز مكاني ، ويبدو أن الطرق المؤدية الى مدخله مخفية ومتشابكة مثل المسارات في التايغا الاورال ، الفضاء الداخلي عبارة عن متاهة لا يمكن تصورها ، والتي تبدو ابدية ، فأنت لا تفهم ابدا كيف توضع في شكلها المادي الخارجي ، وإن توازن مسرحيات مسرح (أو موستا) بين المدرسة الروسية لعلم النفس التمثيلي والتصوف والسحر وطرد الارواح الشريرة ، هناعليك مشاهدة الكوميديا الرائعة لرؤية الأسرة والمآسي الغامضة التي تقشعر لها الابدان ، حيث ان الفيلسوف العظيم ارسطو قال : ان الغرض من المسرح هو إثارة الخوف والرحمة وقد يكون سيرجي فيدوتوف اخر مخرح مسرحي في القارة الاوروبية ياخذ على محمل الجد الصيغة الارسطية ، كل عرض من عروضه هو عمل مع الجمهور المتفرج مع مشاعرهم وتوقعاتهم حيث ان المسرح مفتوح اذا كانوا مستعدين لتجربة مشاعر الخوف والرحمة بشكل جدي.

لقد اجتمع العديد من الشخصيات العامة والمثقفون حول المائدة المستديرة الدولية لممثلي دول الشرق الاوسط وافريقيا في المؤتمر الذي نظمه سيرجي فيدوتوف على مسرح ” او موستا ” بمدينة بيرم الساحرة.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز