تصاعدت أزمة الدببة البرية في اليابان بصورة غير مسبوقة، حيث تسببت هذه الأزمة في وفاة 13 شخصًا منذ أبريل الماضي، وهو رقم قياسي للبلاد وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
أعلنت السلطات اليابانية يوم الجمعة عن مجموعة من الإجراءات العاجلة لمواجهة هذه الظاهرة، تتضمن إطلاق النار على الدببة من قبل الشرطة بالتعاون مع ضباط سابقين وأفراد من قوات الدفاع الذاتي. تتلقى السلطات تقارير شبه يومية عن دخول الدببة للمنازل، كما تُرصد تجمعاتها بالقرب من المدارس والمتاجر الكبرى والمطارات. وأشار المسؤولون إلى أن المسدسات التقليدية لم تعد فعّالة، مما دفع للتعديل الجديد الذي يسمح باستخدام الأسلحة النارية والذي بدأ تفعيله يوم الخميس، في خطوة وصفها البعض بأنها “تدخل عسكري ضد الدببة”.
في محاولة مبتكرة، اقترحت الحكومة على الأطفال حمل عبوات بلاستيكية فارغة لطرد الدببة، لأنها تكره صوت تحطيمها. تم توجيه هذا الاقتراح من وزارات التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا ووزارة البيئة إلى مجالس التعليم في جميع أنحاء البلاد لحماية الأطفال أثناء الذهاب إلى المدارس وعودتهم منها.
التوجيه الذي صدر في 30 أكتوبر الماضي تضمن فحص مسارات المدارس وتعديلها عند الحاجة، وإنشاء نظام للتواصل، بالإضافة إلى إدراج بروتوكولات خاصة بكل منطقة للتعامل مع حوادث الدببة في أدلة إدارة الأزمات المدرسية. نصّ الدليل على أنه في حالة مواجهة دببة، يمكن اصطحاب أولياء الأمور أو إغلاق المدارس مؤقتًا، أو تقديم دروس عبر الإنترنت، مع ضرورة عدم حمل الطعام أثناء السير، ومغادرة المنطقة عند اكتشاف آثار الدببة.
ظهرت الدببة أيضًا في ساحات المدارس وملاعب البيسبول الداخلية والجامعات، مما دفع المسؤولين لإلغاء الأنشطة والمحاضرات حفاظًا على سلامة الطلاب. كما تم رصد الدببة في أراضي جامعة إيواتي يومين متتالين، مما زاد من الفوضى والقلق لدى الطلاب وأولياء الأمور.
في إطار مواجهة هذه الأزمة، أقرت الحكومة اليابانية اليوم الجمعة حزمة إجراءات شاملة تشمل عمليات إعدام طارئة، وزيادة المكافآت المخصصة للصيادين، وشراء المزيد من مصائد الأقفاص، بالإضافة إلى إنشاء مناطق عازلة وأسوار لمنع دخول الدببة إلى المناطق السكنية. كما دعت إلى دعم “صيادي الحكومة” الذين يحملون رخص صيد استعدادًا للتدخل عند الحاجة. وأكد وزير البيئة هيروتاكا إيشيهارا: “سنحد من التوسع المفرط في أعداد الدببة لضمان فصل موائلها”.
اليابان اليوم تواجه تحديًا بين ضرورة حماية البشر من الدببة، أو التعامل مع عبوات بلاستيكية فارغة يحارب بها الأطفال وحوش الغابة!
