د. هانى محمود النقراشى
لساننا العربي يكرم المرأة تكريما حقيقيا وليس مجاملة … كيف؟
تعودنا أن نصف ذكر وأنثى الإنسان بالرجل والمرأة. ومن يعرف قواعد العربية يخيل له أن هنا خروج عن المألوف. فمن أين أتت كلمة “رَجُل” وما مؤنثها؟
اللسان العربي بجانب جماله وقدرته على التعبير الدقيق نجد فيه خاصية فريدة، إذ بمجرد ذكر اسم نجد في هذا الاسم صفاته وأحيانا كثيرة نغمة في النطق توحي بالاسم المقصود.
مثلا: قديما كان يصنف أفراد الجيش بالفارس والراجل وهاتين الكلمتين تغنيان عن مقالات كثيرة. فالفارس هو راكب الفرس والراجل هو الجندي الذي يستعمل رجليه للتحرك على الأرض.
ولكن الأصل في الانسان المذكر ليس الرجل بل “المرء” وترتبط معه الصفات الحميدة مثل المروءة. وطبعا المؤنث هو “المرأة” ولكن مع تطور المدنية فُـقد الارتباط بين الانسان المذكر والمروءة وبقيت هذه الصفة الحميدة مع الانسان المؤنث.
يا له من تكريم لا يوجد في لغات أخرى … اللسان العربي – في جذوره – يُكرّم المرأة وهو في ذلك متفرّد بين ألسن العالم.
ولكن في هذه السنة يجب أن نذكر تضحيات المرأة الفلسطينية للحفاظ على الهوية الفلسطينية عند أولادها فاليكن اليوم ٨ مارس ٢٠٢٤ هو يوم المرأة الفلسطينية لانقضاء ستة أشهر على معاناتها.
هانئ محمود النقراشي