كتب / رزق ملاك شفيق


كثيرا ما نروي قصة شمشون الجبار ، حيث انه كان جباراً قوياً وقوته لا تجابه ، ولا يمكن أن يقهر ، وقد تغلب على خصومه جميعهم ، فحاول خصومه التغلب عليه عن طريق الحيلة والغدر ، وكان لشمشون زوجة جميلة شغف بحبها ، فاتصل بها خصومه ، وأغروها ، ورشوها بالذهب الكثير ، وطلبوا منها ان تطلعهم على سِرِّ قوة زوجها شمشون ، فوعدتهم أن تطلهعم على خبره ، فأخذت تستدرجه لمعرفة سرِّه في قوَّته ، وكان يجيبها اجابات غير صحيحة ، وكانت تمتحنه بهذه الاجابات ، فيظهر لها زيفها وعدم صحتها ، وأخيرا اضطر شمشون لكثرة إلحاحها وزنِّها في اطلاعها على سر قوته ، وكانت تظهر له كتمان سِرِّه وأنها تحبه ، فلا تذيع سره ، ، فقال لها : أنه كامن في شعر رأسه ، لذلك كان طويلا لا يقصَّه ، فأخبرت بذلك خصومه ، فطلبوا منها ان تقص شعر رأسه عندما يكون غارقاً في نومه ، ففعلت ذلك فخارت قوته الجبارة وصارت قوة عادية ، ثم داهموه في داره وتغلبوا عليه وشدوا وثاقه وادخلوه السجن ، ثم ارادوا أمام الجمع أن يسخروا منه ، فجلبوه الى قاعة كبيرة مزدحمة بكبار القوم وعامتهم ، فطلبوا منه ان يقوم بأعمال هزليَّة مضحكة ليضحك القوم ، فعمد الى عامود وسط القاعة فاقتلعه ، وصرخ قائلاً (عليً وعلى اعدائي يارب) فأطبق سقف القاعة على الحاضرين فمات الجميع وهو معهم ، وذهب قوله مثلاً. يضرب : هذا المثل عندما يقوم الإنسان بعمل يضر عدَّوه ويضر نفسه ، مثل الذي يفجِّر نفسه وهو بين جموع الأعداء بحزام ناسف لم يكتشفوه قبل التفجير ، أو للذي لتمني الانسان الشر لأعدائه ولنفسه .

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز