كتب.. هاني_صيام
في ظل انتشار مقلق لظاهرة استخدام المدافع الكربونية والصواريخ والألعاب النارية، أصبحت شوارع احيائنا ، مسرحًا لأصواتٍ مدوية تهدد سلامة أطفالنا وتُقلق راحة كبار السن وتُرهب من يعانون من رهاب الضوضاء. هذه الظاهرة الخطيرة لم تعد مجرد لعبة عابرة، بل تحولت إلى مصدر تهديدٍ حقيقيٍّ لسلامة المجتمع وصحته النفسية والجسدية.
هذه الألعاب النارية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي قنابل موقوتة تهدد حياة مستخدميها. فكم من حروقٍ خطيرةٍ وأصاباتٍ بالغةٍ نتجت عن سوء استخدامها! وكم من حالات هلعٍ أصابت كبار السن ومن يعانون من أمراض القلب بسبب الأصوات المرتفعة المفاجئة! إنها ليست مجرد ألعاب، بل أدواتٌ تهدد الأمن العام وتُزعج السكينة.
اهلنا وخاصة كبار السن والأطفال، يعانون بشكلٍ يوميٍّ من الضجيج الذي تسببه هذه الألعاب. الأصوات المرتفعة والمفاجئة تُسبب القلق والتوتر، وتُعكر صفو الحياة اليومية. فكيف لنا أن نقبل بأن تتحول أحياؤنا إلى ساحات حربٍ صاخبةٍ تُرهِب الأهالي وتُفقدهم الشعور بالأمان؟
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو انتشار هذه الظاهرة بين الشباب في سنٍ صغيرةٍ، حيث يتم استخدام هذه الألعاب بشكلٍ عشوائيٍ دون وعيٍ بالمخاطر المترتبة عليها. هؤلاء الشباب بحاجة إلى توجيهٍ وردعٍ فوريٍ قبل أن تتحول هذه الممارسات إلى عادةٍ يصعب القضاء عليها.
لابد من اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة. يجب فرض عقوباتٍ رادعةٍ على من يبيع هذه الألعاب، وكذلك على من يشتريها ويستخدمها. كما يجب تنظيم حملات توعويةٍ في المدارس والأحياء لتثقيف الشباب والأهالي بمخاطر هذه الألعاب.
حان الوقت لوضع حدٍ لهذه الظاهرة التي تهدد سلامة أبنائنا وتُزعج راحة مجتمعنا. فلنعمل معًا، أفرادًا ومؤسسات، لضمان بيئة آمنةٍ وهادئةٍ لأطفالنا وكبارنا. إنها مسؤوليةٌ جماعيةٌ لا يمكن التهاون فيها.