قصيدة للشاعر/شحاته على ابودرب
أطالتْ الإلحاحَ في أن تنخلع
من مُكْثِها في قلبِه متفردة
شَجّتْ حِمَايَتِهِ لها مُتعمدة
فتحتْ داهليزَ التواصلِ عَلّها
تَسْقي الهَيامَ مياهَ تَجهلُ أصْلَهَا
فأجابها لا تَنزلي عن مُلكَكِ
لا تسبحي في بِركةٍ مُتَكَدْرة
لا تأمني لتواصلِ النِتِ الخفي
فيه الذئابُ على النساءِ مُكشّرة
إني خَشيتُ عليكِ تذبلُ زهرتك
أو أن يُهان بجهلِ أحمق منبتك
قالت أتنهي عن شبيه فعالكَ
يامن يغوص مواقعاً و مواقعا
في كل درب للتواصل قد سلك
قل لي بربك كيف لي أن أسمعك
قال الرجال بعقلها تتسور
أما العواطف في النساء فمُهلكه
تميل خلف المائلين ولا تعي
حين اللتحام المهجتين يمينها
قالت حلالك لا تُحرّمه عليّ
إني أجيد الردع حاسمة الكلم
ثوب الجلال لبِسْته متفرده
و أقص ألسنة الرغاة بقولهم
و أنا التي لا تنثمل من رقة
حتى و إن كان المحدث يوسف
قال إني الآن أصبح موقفي
بعد النصيحة لا يفيد به الكلم
فلتخرجي من قلبي دون تردد
و أقيمي عند مقام من لا أنتبه
لحضوره و غيابه و مصائبه
و إشارتي الخضراء هي مفتوحة
لونها الزاهي يزعزع مقلتك
فلتذهبي مجرورةً من نَحرِكِ
مع الثعالي و الإماء الواقعة
في بركة الفيسبوك يال الفاجعه
و حارس البستان قدّم عارضه
طلب انتهاء الندب عند سيادتك
لن ينتظر حتى يرى طُهر الشذا
يغتاله خبثٌ الروائح يغْدُره
حارس البستان قد قتل الكرا
يذود عن مولاته مستقتلاً
إذ كان يشعر أنها مستمتعه
ثم انطوي متهجعاً و مهاجراً
لمّا رأى أن الغزالة نافرة
لن يَحْزن النهرُ الوفي إذا رأى
أيقونة الأزهار تهجر ربوته
في نشوةٍ كسجينةٍ متحررةٍ
حتى و لو وجد الشواطئ شاغرة
كم سدد الأبطال ما بجعابهم
من أسهم يحمون مَن بخِبائهم
و تشق هوجاء الفعال خبائها
مدفوعة بالجهل يلهب عقلها
ها قد تبدّى للمدافع حمقها
كانت لها فوق الفؤاد أريكةً
كانت كنجمات السماء ملألأة
و كان يرنو إلى علاها مفاخراً
قد بات لا يَلقى الضياء بوجهها
ترك المجال لها تسيح مع الوغى
أضحى غريباً لا يُرى في حيّها
و مع الدياجي الدامساتِ مُسامرٌ
يُلقي إلى الليل البهيم خواطره
مهما تغير في الفصول مناخه
فربيعه باقٍ يقود القاطرة
روى العزيمة صبره فاستأسدت
في وجه ريح الإنهزام الماكرة
خِلٌّ وفيٌّ ما أقلّ وجوده
دمه الشريف إذا يسيل على الثرى
يفدي الرفاق و لو يلاقي مصرعه
مهما تألم من رعيل الأصدقاء
فَيْضَ الوفاءِ بروحهِ لن يشطُرهُ