كتب _ عبدالرحمن شاهين

أثار إحراق السياسي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من القرآن الكريم خلال تظاهرة في العاصمة السويدية استوكهولم موجة غضب واسعة وإدانات عربية ودولية.

وكان بالودان، الذي يحمل الجنسيتين الدنماركية والسويدية، حصل على ترخيص من السلطات السويدية بتنظيم هذه التظاهرة أمام مقر السفارة التركية، أمس السبت.

لكن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أدان حرق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم.

وكتب كريسترسون في تغريدة، اليوم الأحد، “حرية التعبير جزء أساس من الديمقراطية، ولكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون ملائمًا”.

وأضاف “حرق كتب تمثل قدسية للكثيرين عمل مشين للغاية. وأريد أن أعرب عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة بسبب ما حدث في ستوكهولم“.

فمن هو السياسي راسموس بالودان الذي يجهر بكراهيته للإسلام؟

تتباين الآراء بشأن شخصية هذا السياسي الدنماركي زعيم حزب “الخط المتشدد” (هارد لاين)، فمنهم من يرون فيه “شيطانًا يسير على الأرض”، وآخرون يرونه كمهرج يبحث عن الشهرة الزائفة، وثمة قلة يرون فيه سياسيا جادا، يعبر عن وجهة نظر شرائح اجتماعية أوروبية تعارض المهاجرين والإسلام، ظهرت بشكل متزايد خصوصًا بعد موجات الهجرة في السنوات الأخيرة.

ولد راسموس بالودان عام 1982 في نورث سيلاند في الدنمارك، وعاش ودرس وعمل في الدنمارك، ولكنه عاش أيضًا في السويد لبعض الوقت، فوالده صحفي ينحدر من السويد، بينما والدته دنماركية، وهو يحمل جنسية البلدين.

في عام 2000 كان رئيسًا لمجلس التلاميذ في المرحلة الثانوية، التي قادته لدراسة القانون في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وتخرج فيها عام 2008.

واضطر بالودان إلى التوقف مؤقتًا عن دراسته بسبب حادث، إذ صدمته سيارة أثناء ركوب الدراجة واضطر إلى الخضوع لعملية جراحية في الدماغ، بحسب والده.

بعد التخرج، عمل كمحامي دفاع في عدد من القضايا المثيرة للجدل والتي تركز عليها وسائل الإعلام، كالقضايا المتعلقة بالمهاجرين وحرية التعبير.

بين عامي 2015 و2018 عمل كبروفسور للقانون في جامعة كوبنهاغن.

وتفيد تقارير إعلامية عن تلك المرحلة بأن الكثير من الطلبة تقدموا بشكاوى لإدارة الكليّة تتعلق بسلوك بالودان وأساليب تدريسه غير المألوفة.

حياته السياسية

رغم أن بالودان أثار نقمة حكومات العالم، إلا أن المعلومات عنه شحيحة، ووفق “ويكيبيديا” فإنه الأخ الأكبر للشاعر تاين بالودان والكاتب مارتن بالودان اللذين أعلنا النأي بأنفسهما عن خطاباته الشعبوية، وأيديولوجيته المتطرفة المثيىرة للكراهية، كما أن والده الصحفي يرفض آراءه. 

نشط بالودان في عدد من المجموعات والأحزاب اليمينية المتطرفة، وفي العام 2009 رشّح نفسه لعضوية البرلمان الأوروبي، ولكن لم ينتخب.

وفي الأحزاب التي نشط فيها أظهر سلوكا متطرفا وتبنى خطابات “عنصرية” لم تكن مقبولة حتى من الأحزاب اليمينية نفسها، فكان ينقلب على تلك الأحزاب التي تسعى لضبط سلوكه المنفلت.

وبحثا عن صوته الخاص، أسس في العام 2017 حزبه “الخط المتشدد” الذي يجهر صراحة بحظر الدين الإسلامي، وترحيل المهاجرين.

وأخفق في أن يشكل إضافة حزبية مؤثرة، فبقي على الهامش، لكن آراءه المثيرة للجدل تظل موضع سجال في الإعلام، وهو بحسب تقارير إعلامية سويدية، يطمح أن يكون “نجما إعلاميا”، وأن يكون حديث الشارع بصرف النظر عن الوسيلة لتحقيق هذه الغاية.

في عام 2018 كثف نشاطه عبر فيديوهات على يوتيوب كانت تحظى بمشاهدات عالية لما يتضمنها من “وجهات نظر متطرفة”  لكن في عام 2020 تمّ إغلاق قناته على اليوتيوب بسبب خرقها بند خطاب الكراهية المبني على العرق والدين.

وتعرّض راسموس بالودان للكثير من التهديدات، ولهذا يقوم بالتظاهر تحت حماية مكثفة من الشرطة.

ووفقا لتقارير، فإنه ما بين الأول من يناير 2019 ومطلع يونيو من العام ذاته، كلّفت حماية مظاهرات بالودان الشرطة الدنماركية 100 مليون كرون دنماركي ( نحو 15 مليون دولار أمريكي).

حُكم على بالودان في يونيو 2020 بالسجنِ لمدة ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة “العنصرية”، كما مُنع من العمل كمحام لمدة ثلاث سنوات وفقد رخصة القيادة لمدة عام، فضلًا عن إدانتهِ ببضع قضايا منها التعبير عن آراء عنصرية.

يمثّل راسموس بالودان وحزبه وجهات نظر متطرفة ومتشددة حيال الإسلام والهجرة، وهو يعارض بشدة وجود الإسلام في الدنمارك، ويجهر بتصريحات عنصرية عن المهاجرين.

ويدعو بالودان إلى وضع المهاجرين غير الراغبين وغير القادرين على العودة إلى بلادهم في معسكرات اعتقال.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني