بعد اغتيال قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لقيادات فيلق القدس المتمركزين بسوريا، عاد اسم “فيلق القدس” يتصدر عناوين الصحف لتتساءل عن طبيعة دور الفيلق بالمنطقة، وسبب تخوف جيش الاحتلال من أنشطتها ومسارعته لاستهداف القيادات البارزة المتواجدين بالجهة الشمالية للأراضي المحتلة.
ونستعرض سويا نبذة عن فيلق القدس “وحدات قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني”، ودورها الاستخباراتي الذي أقلق جيش الاحتلال.
– نشئتها
بدأت أول الأنشطة الاستخباراتية المنظمة للحرس الثوري إبان الحرب العراقية الإيرانية، والتي كان محورها وفقًا لكتاب حروب الحرس الثوري بالشرق الأوسط، هي الوحدة 900 والتي تعتبر كانت بداية تشكيل فيلق القدس.
وانفصلت الوحدة لتشكل جناح خاص عقب الحرب العراقية الإيرانية، ليتم انتقاء اسم “فيلق القدس” للجناح، والذي يعبر عن تطلع إيران للعمل العسكري خارج حدودها الجغرافية، وفقًا لكتاب الميليشياوية والعنف السياسي في العقيدة الشيعية.
– بدايات النشاط الاستخباراتي
بدأت الفيلق نشاطاتها الاستخباراتي خلال الحرب العراقية الإيرانية، عن طريق توفير الدعم المتنوع للمقاتلين الأكراد في شمالي العراق.
وتزامن مع الحرب المذكورة الحرب الأهلية في أفغانستان خلال الثمانينيات والتي دعم فيلق القدس حزب الوحدات الشيعي من خلالها، ومن ثم حلف الشمال بقيادة شاه مسعود ضد حركة طالبان، وذلك وفقًا لصحيفة التيليغراف.
– قوة الفيلق
يصعب تقدير أعداد مقاتلي الفيلق والعاملين بها لأنشطة التجسس وأنشطة التمويل المالي، غير أن الجمعية الدولية للدراسات الاستراتيجية قدرت عدد المقاتلين الفاعلين بالفيلق بـ5000 شخص، بينما أكد مسئول من هيئة الخدمات الملكية المتحدة أن عدد منتسبي الفيلق يصل لنحو 21 ألف مقاتل وموظف، مقسمين على نطاقات جغرافية مختلفة.
وأوضح ضابط المخابرات الأمريكية، ديفيد دايونيسي، في مقال سابق له، التقسيم الجغرافي لانتشار فيلق القدس والمقسم لـ8 مناطق هي، الشام، والعراق، ودول شرق أوروبا، ودول آسيا الوسطى، وقطاع يشمل باكستان، والهند، وأفغانستان، وقطاع الجزيرة العربية، بجانب قطاع لتركيا، وقطاع دول شمال إفريقيا.
– الفيلق في سوريا
قدرت صحيفة تيليجراف، أن 3000 من منتسبي الفيلق تمركزوا في سوريا قبل فترة من الثورة السورية؛ لدعم حزب الله اللبناني.
وأضافت التيليجراف، أن التواجد الرسمي للفيلق كان في 2012، وذلك وفق تصريحات رئيس الحرس الثوري محمد الجعفري، ونائب رئيس الفيلق في حينها إسماعيل خاني.
وتحدث ضابط متقاعد بالحرس الثوري عن الأعداد المرجحة لضباط الفيلق في سوريا لرويترز، قائلا إن قومها يصل لنحو 70 ضابط استخبارات.
– الفيلق وجيش الاحتلال الإسرائيلي
بدأت المناوشات المباشرة بين الفيلق وإسرائيل عام 2018، حين أطلق الفيلق 20 صاروخا على الجولان المحتل، وذلك وفق لنيويورك تايمز، ليرد جيش الاحتلال بغارة جوية قتلت نحو 20 من منتسبي الفرقة.
وحسب صحيفة نيويورك تايمز عام 2019 كرر الفيلق استهداف الجولان المحتل، ليرد جيش الاحتلال بغارة جوية أخرى مستهدفا تمركزات الفرقة.
يذكر أن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي ضغط على بريطانيا عام 2018 لإدراج “فيلق القدس” ضمن قوائم الإرهاب، كما أدرجت دولة الاحتلال الفيلق في قوائم الإرهاب الخاصة بها عام 2015.