كتب رفعت عبد السميع
في سياق يتسم بطلب متزايد على المساكن وتحديات هيكلية مستمرة، يبرز سيريكي سانغاري، رئيس الغرفة الوطنية للبناء والمطورين العقاريين المعتمدين في كوت ديفوار (CNPC-CI) ورئيس اتحاد المطورين العقاريين في غرب إفريقيا (FIAO)، كأحد الفاعلين الرئيسيين في قطاع العقارات في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يشغل منصب مستشار خاص لرئيس الاتحاد العربي للبناء والتنمية العقارية بصفة عضو مراقب، ومكلف بتطوير العلاقات والشراكات بين الاتحاد العربي
ودول إفريقيا وقد تم تكريمه في القاهره مؤخرا من قبل الاتحاد العربي للبناء والتنمية العقارية برئاسة المستشار الدكتور لاحق العتيبي
مسيرة مُلهِمة
بصفته مهندسًا في الهندسة الكهربائية، بدأ سيريكي سانغاري مسيرته المهنية في المجال التقني قبل الانضمام إلى شركة العائلة المتخصصة في تجارة القهوة والكاكاو. وبالنظر إلى الحاجة إلى تحسين ظروف سكن الفلاحين، بدأ أولى خطواته في مجال البناء العقاري. وفي عام 2012، أسس شركة OPES Holding للبناء والتطوير العقاري، والتي تسعى لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمساكن في بيئة معقدة.
تحديات قطاع العقارات
مثل العديد من دول غرب إفريقيا، تواجه كوت ديفوار عجزًا هيكليًا يقدر بنحو 600,000 وحدة سكنية، مع زيادة الطلب بنسبة 10% سنويًا. وتشمل العقبات الرئيسية لتحقيق مشاريع عقارية ما يُعرف بـ”العناصر الثلاثة F”: الأرض، التمويل، والضرائب.
الأرض: كان تأمين حقوق الملكية العقارية عقبة رئيسية لفترة طويلة. وقد مثّل إدخال “قرار الامتياز النهائي” تقدمًا كبيرًا لضمان حقوق الملكية.
التمويل: نقص القروض المهيكلة للمطورين والمشترين يعقد تنفيذ المشاريع. ويمكن أن يسهم التعاون المتزايد مع مؤسسات مالية مثل BOAD وCDC في حل هذه المشكلة.
الضرائب: التخفيضات الضريبية الحالية غير كافية لدعم بناء المساكن على نطاق واسع.
مبادرات هيكلية
في عام 2016، لعب سيريكي سانغاري دورًا رئيسيًا في إنشاء الغرفة الوطنية للبناء والمطورين العقاريين المعتمدين (CNPC-CI)، وهي منظمة تجمع المطورين العقاريين لتوحيد جهودهم وزيادة الوعي بين السلطات بشأن تحديات القطاع. وفي عام 2020، وسّع رؤيته إلى المستوى الإقليمي مع إنشاء اتحاد FIAO، الذي يعزز التعاون بين المطورين في غرب إفريقيا ويعالج المشكلات المشتركة المتعلقة بـ”العناصر الثلاثة F”.
نموذج للسكن الاجتماعي
على الرغم من التقدم، لا يزال السكن الاجتماعي يشكل تحديًا كبيرًا. ومع تكلفة تبلغ حوالي 12.5 مليون فرنك إفريقي للوحدة السكنية الاجتماعية و23 مليون فرنك إفريقي للوحدة السكنية الاقتصادية، تظل القدرة المالية عائقًا أمام غالبية الأسر. ويطالب سيريكي سانغاري بدعم أكبر من الدولة، خصوصًا من خلال إنشاء صندوق ضمان وتقديم إعفاءات ضريبية.
نحو مدن مستدامة
لحل أزمة السكن ومنع ظهور أحياء غير صحية، يدعو سيريكي سانغاري إلى نهج يعتمد على التخطيط العمراني الرأسي (90% عمودي و10% أفقي). تتيح هذه الاستراتيجية تقليل تكاليف البنية التحتية العامة مع تحسين تنظيم المناطق الحضرية.
رؤية للمستقبل
يجسد سيريكي سانغاري رؤية طموحة لقطاع العقارات في غرب إفريقيا. إن التزامه بالابتكار والتعاون الإقليمي وحل المشكلات الهيكلية يجعله نموذجًا ملهمًا للعاملين في القطاع. ومن خلال مبادرات مثل FIAO والإصلاحات المستمرة، يساهم في تشكيل مستقبل حيث يصبح الوصول إلى السكن واقعًا للجميع.