بعد الفيديو الذي تم تداوله مؤخرًا والذي يظهر فتاة تؤذن داخل مسجد محمد علي، نشأ جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي حول مشروعية هذا الفعل، ادعى خلاله بعض المستخدمين أن الفتاة قامت برفع الأذان في جامع محمد علي داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وهو ما أثار موجة من النقاشات المتباينة،  بين من اعتبر المشهد غير مناسب ويشكل انتهاكًا للأعراف الدينية، ومن رأى في ذلك فرصة للاستمتاع بصوت الفتاة الجميل.

الفتاة التي ظهرت في الفيديو هي البلوجر منة قدري، والتي نشرت المقطع عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في أثناء قيامها برفع الأذان داخل مسجد قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، وسط حضور عدد من المصريين والأجانب، مما ساهم في زيادة التفاعل حول الموضوع.

من ناحية أخرى، يؤكد المقرر في الشريعة الإسلامية على أن الأذان، وغيره من العبادات المرتبطة بالصلاة، يجب أن يكون من اختصاص الرجال، وفقًا لما جاء في الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيُؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»، وهو ما يدل على أن الأذان من عبادة الرجال ولا يشرع للنساء.

كما ورد في الحديث الذي رواه البيهقي عن أسماء رضي الله عنها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ أَذَانٌ وَلَا إِقَامَةٌ»، مع أن هذا الحديث يعتبر ضعيفًا، إلا أنه يشير إلى أن الأذان لا يختص بالنساء.

الحكمة من ذلك، كما يوضح العديد من العلماء، تكمن في أن جعل الأذان عبادة مختصة بالرجال يعد أسترًا للمرأة وأكبر صيانة لها،  فقد أشار الشهاب الرملي في “فتاواه” إلى أنه بما أن الأذان عبادة تختص بالرجال، فإنه لا يجوز للمرأة المشاركة فيها. ويُستحب أيضًا أن يُنظر إلى المؤذن أثناء أداء الأذان، وإذا كان ذلك ينطبق على الرجال، فقد يؤدي ذلك إلى محاذير إذا تم تطبيقه على المرأة، وهذا يتناقض مع المقصد الشرعي.

وبذلك، يظهر أن الجدل الذي أثير حول الفيديو، رغم تباين الآراء، يعكس نقاشًا مهمًا حول تفسير الشريعة وتطبيقاتها في العصر الحالي.

شاهد الفيديو:

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني