بعد إعلان منظمة الصحة العالمية انتشار مرض جدري القردة بشكل كبير ومتسارع بعدد من الدول الإفريقية، وتأكيد المغرب رصد خمس حالات في مارس الماضي، كانت كلها حالات وافدة، أكدت وزارة الصحة المغربية، أنها وضعت مخططاً لرصد والاستجابة لهذا الوباء.
وبالتزامن مع ظهور هذا المرض، وانتشاره المتسارع، واحتمال خلقه لحالة ذعر بين المواطنين قد تدفعهم إلى متابعة كل المستجدات المتعلقة به إن على مستوى الإعلام الكلاسيكي أو وسائل التواصل الاجتماعي مثل ما كان عليه الشأن خلال فترة جائحة كوفيد 19، أطلق البروفيسور خالد فتحي، الأستاذ الجامعي بكلية الطب بالرباط، وأخصائي الإنعاش والتخدير، تحذيرا من الإصابة بمتلازمة “فومو”
متلازمة فومو
وأوضح فتحي أن متلازمة “فومو” نوع من الإدمان الذي يجعل الفرد قلقا يغوص في كل وقت وحين في مواقع التواصل الاجتماعي، منقبا عن الأحداث الجديدة في لجاجة شاشته.
كما اعتبر أن هذا الإدمان تحول لظاهرة عالمية يعيشها الجميع، و لذلك وضع له المختصون اسما خاصا به ( fear of missing out). وهو ” الخوف من فوات الأشياء”.
إلى ذلك، أوضح في حديث مع العربية.نت أن “الفومو كان موجودا بدرجات أقل قبل عصر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه بات الآن من المضاعفات الجدية لرقمنة حياتنا وتحولها نحو العالم الافتراضي”.
وأردف أن “هذه المتلازمة تعكس فضولنا الذي لايرتوي إلى معرفة مايقع خارج ذواتنا عند الآخرين، حيث ينتابنا دائما شعور بأن غيرنا يعيش تجارب أفضل ويحقق نجاحات أكبر منا”. وتابع قائلا “هذا الفضول يتحول عند المبالغة فيه إلى توتر بالغ سرعان مايتطور إلى ألم نفسي وإلى عامل منغص ومربك للحياة السوية”
كذلك أشار إلى أن هذه المتلازمة “تدل على ذاك الخوف الذي يتملكنا بأننا حين نغادر الشبكة ولو لبرهة قصيرة، فلربما نكون قد فوتنا فرصة سعيدة، ولربما تجري بدوننا أحداث أكثر إثارة من أحداث حياتنا”
لا للنوم.. إلا إذا
أما أعراض المصابين بالفومو، فتتمثل في رفضهم النوم إلا إذا قاموا بجولة ماسحة على الشبكات وكذلك الأمر حين يستيقظون صباحا ، حيث أن أول ما يقومون به هو الاطلاع على ما قد جرى خلال نومهم.
وأوضح البروفيسور أن هذا الاضطراب ينشأ لدى المصابين به بناء على ما يعتقدون أنها فرص هائلة قد تضعها مواقع التواصل الاجتماعي أمامهم، وتدفعهم للتساؤل إن كان من الأجدى المشاركة في ذاك النشاط الذي فوتوه؟ “
وشدد على أن الفومو هو حالة عدم رضا مزمن.
هل أنت مصاب بالفومو؟
إلى ذلك، دق البروفيسور المغربي جرس الإنذار من الوقوع في حبائل متلازمة الفومو، التي تحيل حياة المصابين إلى ملل ورتابة وتعاسة، حيث يسيطر عليها الانطباع بالضياع وتدني تقدير الذات والاحساس بالسذاجة والشقاء، محذرا أن المتلازمة تستهدف الأشخاص الذين يعانون من العزلة فتزيد إحساسهم بالوحدة والعزلة.
وكشف في حديثه أن “الجميع مرشح للإصابة بمتلازمة الفومو، لأن هذا الاضطراب لا يحبذ نوعا من الشخصيات بعينه، ولكن الخبراء يقولون إنه يستهدف أكثر المراهقين والشباب، فهو بالمرصاد لكل شخص غير مقتنع بوضعه يعتقد أنه غير محبوب ولا محترم من قبل الآخرين”
كما نبه إلى أن هذه المتلازمة ليست مرضا نفسيا، غير أن لها آثارا جدية على الصحة كالتوتر و الميل للاكتئاب واضطرابات النوم والصداع والتعلق المفاجئ وتشتت الانتباه .
وختم قائلا :” أنت فومو اذا كنت تلج مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم، في الليل والنهار وخلال العطل و لا تتوانى عن ذلك، حتى وانت تأكل او تتحدث إلى أفراد أسرتك، وأنت فومو أيضا إذا كنت تشعر بالقلق حين تغيب عنك اخبار الأصدقاء، وإذا كنت تغضب لما ترى نشاطا عبر فيسبوك لم تتم دعوتك له .أنت من قبيلة الفومو بالتأكيد إذا كنت خلال فعالية لازالت جارية تفكر في التدوينة التي ستكتب أو تلتقط الصور التي ستعرض عبر جدارك .”
والآن أخبرنا عزيزي القارئ هل أنت “فومو” أو تعاني من مشاكل مشابهة؟