متابعة رفعت عبد السميع
تمثل احتفالية اليوم العالمي للسكان مناسبة هامة لتعزيز الوعي بالقضايا السكانية لاسيما في سياق خطط التنمية الشاملة وبرامجها؛ وايضاً فرصة قيمة لدعوة صناع القرار والرأي العام لمراجعة الأولويات السكانية التي يجب الاخذ بها بحسب المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية.
إن أي نمو منشود أداته الانسان وغايته الانسان، في عالم يبلغ عدد سكانه 8 مليار نسمة، يمثلون قلب عملية التنمية المستدامة النابض،
لا يتحقق سوى بالاستثمار في الانسان مع مراعاة البعد الحقوقي خاصة لما لديهم من إمكانات غير مسبوقة أكثر من أي فترة أخرى في تاريخ البشرية.
ويُراد من اليوم العالمي للسكان للعام 2023، والذي يأتي تحت عنوان ” رفع أصوات النساء والفتيات لإطلاق العنان لإمكانيات عالمنا اللانهائية” إيلاء الاهتمام العالمي بقضية تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين كمطلب أساسي للتنمية المستدامة الذي لا يمكن أن يتحقق بدون الاستثمار في حقوق المرأة والفتيات؛ واعطائهن الحق لإسماع صوتهن من اجل التغيير لمستقبل أفضل وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
إن توفير فرص تعليم متساوية للنساء والفتيات؛ وتوفير حصولهن على الرعاية الصحية وخاصة الصحة الانجابية؛ وإيقاف الممارسات التقليدية الضارة؛ ومناهضة العنف الأسري القائم على النوع الاجتماعي؛ وزيادة المشاركة الاقتصادية والسياسية للمرأة، ناهيك عن دور المرأة المهم في عمليات بناء السلام، يؤسس الى بناء مجتمعات سليمة ومستدامة تبنى على المسواة في الحقوق لتحقيق حياة أفضل لمجتمعاتنا العربية.
ان الظلم الذي يلحق المرأة والفتاة من جراء عدم الانصاف والمسواة في الحقوق والواجبات لا يحرمها فقط من حقها في التعليم او في القيادة ولكن أيضا يضعفها ويجعلها غير قادرة على اتخاذ القرارات التي تخصها وتخص حياتها وابنائها والمجتمع المحيط بها، فهذه الامرأة هي ام واخت وزوجة وابنة وهي نصف المجتمع وعنصر أساسي فيه.
تكمن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في صميم اهداف التنمية المستدامة ولا تتحقق الا اذا حصلت النساء والفتيات على العدالة ووضعت تشريعات وسياسات تحمي حقوقهن والعمل على تطوير معارفهن وتهييئ الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ليصبحن عناصر فاعلة في صناعة التغيير.