أكدت مصر وأنجولا، في بيان مشترك، على التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون في المجالات ذات الأولوية، خاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي.
وشدد الجانبان على ضرورة تعميق التعاون الاقتصادي وتكثيف الجهود المشتركة لدفع عجلة الاستثمار والتجارة بين البلدين، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وأهمية استمرار الحوار السياسي، مع الاتفاق على عقد جولة المشاورات السياسية المقبلة في العاصمة الأنجولية لواندا قبل نهاية عام 2025.
وجاء في البيان، أنه تلبيةً لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجرى الرئيس جواو مانويل جونسالفيش لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا، زيارة رسمية إلى مصر خلال الفترة من 28 إلى 30 أبريل، على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء وكبار المسئولين الأنجوليين.
وتأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين، والتي تأسست على دعائم التضامن والدعم المتبادل منذ كفاح أنجولا لنيل الاستقلال، كما تهدف إلى دفع التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة بين دول الجنوب.
شهدت الزيارة عقد مباحثات موسعة بين الرئيسين اتسمت بروح المودة والتفاهم، وعكست متانة العلاقة الاستراتيجية والثقة المتبادلة بين مصر وأنجولا. وقد هنأ الرئيس السيسي نظيره الأنجولي بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال بلاده، ورئاسته الحالية للاتحاد الإفريقي، مؤكداً حرص مصر على تطوير أطر التعاون الثنائي.
أكد الجانبان خلال المباحثات ضرورة تعميق التعاون الاقتصادي، وتكثيف الجهود المشتركة لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار في قطاعات متنوعة، بما يعزز تنويع الاقتصاد وبناء القدرات وتبادل الخبرات، ويخدم أهداف التنمية المستدامة.
واتفق الجانبان على أهمية استمرار الحوار السياسي، وأعلنا عقد الجولة المقبلة من المشاورات الثنائية في العاصمة الأنجولية لواندا قبل نهاية عام 2025.
وبصفتهما عضوين بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، تبادل الرئيسان وجهات النظر حول أبرز القضايا المرتبطة بالسلم والأمن في القارة، بما في ذلك الأوضاع في الكونغو الديمقراطية، السودان، جنوب السودان، والصومال.
كما جدد الرئيس لورينسو التزام أنجولا، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، بدعم مبادرات السلم والتنمية، وتنفيذ أجندة 2063 ومبادرة “إسكات البنادق”.
أعرب الزعيمان عن بالغ القلق إزاء تدهور الأوضاع في السودان، ورفضهما لمحاولات تشكيل حكومة موازية، داعين إلى وقف فوري للقتال واستئناف الحوار الوطني الشامل.
كما شددا على دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، وعبّرا عن إدانتهما للأعمال الإرهابية في الصومال.
وفيما يخص الوضع في شرق الكونغو الديمقراطية، أشاد الرئيس السيسي بجهود الرئيس لورينسو في الوساطة ضمن إطار عملية لواندا، مؤكدين على ضرورة الحوار والتسوية السلمية. كما رحّب الطرفان بتعيين رئيس توجو وسيطًا جديدًا في العملية، وأكدا الدور المحوري للاتحاد الإفريقي.
كما ناقش الرئيسان قضايا الأمن المائي وإدارة الموارد العابرة للحدود، مؤكدين أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي، وتجنب الإجراءات الأحادية، بما يحقق المصالح المشتركة.
وبشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، عبّر الزعيمان عن قلقهما العميق، وأكدا ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع الإشادة بالدور المصري في إعادة الإعمار وجهود الوساطة.
واتفق الرئيسان على استمرار الدعم المتبادل لترشيحات بلديهما في المنظمات الدولية، وعلى مواصلة التنسيق في الأجندات الإقليمية والدولية، مع التأكيد على أهمية تعزيز التمثيل الإفريقي في مؤسسات الحوكمة العالمية، بما في ذلك دعم ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو.
كما أعرب الرئيس السيسي عن دعمه لاستضافة أنجولا لقمة الاتحاد الإفريقي–الاتحاد الأوروبي في لواندا، في حين دعم الرئيس لورينسو استضافة مصر للقمة التنسيقية الثامنة للاتحاد الإفريقي في يوليو 2026.
وفي ختام الزيارة، أكد الجانبان التزامهما الراسخ بتعزيز العمل متعدد الأطراف، والإسراع بإصلاح المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، لضمان تمثيل أوسع وأكثر عدالة للدول النامية، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في صياغة النظام العالمي.