كتب رفعت عبد السميع
تحت هذا العنوان ألقي السفير أحمد رشيد خطابي الامين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال ألقي كلمة الافتتاحيه لمؤتمر كليه الاعلام وعلوم الاتصال بالسادس من اكتوبر جاء فيها
أتشرف بتمثيل جامعة الدول العربية في هذا الملتقى العلمي، الثاني من نوعه، في رحاب جامعتكم الموقرة معربا عن خالص الشكر على دعوتكم الكريمة وعلى اختياركم موضوعا هاما من بين القضايا الحيوية التي تهم مستقبلنا الجماعي.
ذلكم ان المنطقة العربية التي تسعى لرفع التحديات التنموية في ظل أوضاع معقدة وهشة في حاجة ملحة في الزمن الرقمي والتحولات المذهلة لثورة الاتصال للاستغلال الأمثل للفرص والمكاسب التي يتيحها هذا التطور التكنولوجي لتحقيق الأهداف 17 للتنمية المستدامة بركائزها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وفق الاجندة الأممية الطموحة 2030.
ومن هذا المنطلق، انخرطت جامعة الدول العربية باعتبارها منظمة اقليمية تعمل تحت مظلة الامم المتحدة في تنفيذ استراتيجيات وخطط تروم تنسيق ومتابعة جهود الدول الاعضاء للقضاء على الفقر والتهميش وتأمين الخدمات الاستشفائية والتعليمية والإسكانية لضمان العيش الكريم، فضلا عن ادماج مقاربة النوع وتشجع روح الابتكار.
وعلى المستوى الإعلامي، بادر مجلس وزراء الإعلام العرب خلال دورته الأخيرة بالرباط إلى التأكيد على ربط التنمية المستدامة بالإعلام الرقمي كإحدى اولويات العمل المشترك في ضوء المشاريع المطروحة بتعاون مع شركاء المجلس من منظمات واتحادات مهنية إعلامية في نطاق توجهات الاستراتيجية العربية للخريطة الإعلامية في الحقل التنموي المعتمدة خلال قمة الظهران سنة 2017.
ولي اليقين، ان مثل هذه الفضاءات الرفيعة تعد إسهاماً مقدرا في تسريع مسار التحول الرقمي الذي أضحى ضرورة حتمية لدولنا التواقة لبناء تجمع عربي متضامن تتوارى فيه مسببات التفكك والصراعات، تجمع عربي يستجيب لاحتياجات الحاضر دون التأثير على متطلبات اجيال المستقبل بما يترجم المفهوم العميق للتنمية المستدامة.
ووفق هذا المنظور ، نؤكد أهمية إيلاء مزيد من الاهتمام بالإعلام التنموي في مناهج التكوين بالكليات والمعاهد المتخصصة من اجل التأهيل الجيد للإعلاميين بقضايا التنمية المستدامة انطلاقا من ضرورات تجاوز الإكراهات البنيوية بما فيها استخدام الادوات الرقمية في مختلف القطاعات المنتجة ، والاعتماد على الاقتصاد الأخضر، وتطوير أنماط الانتاج الفلاحي لضمان السيادة الغذائية ، والتعامل الناجع مع تحولات المناخ وزحف التصحر وندرة المياه ومعضلة التزايد الديموغرافي (بمعدل 2.4 ) حيث من المتوقع بحسب تقديرات الأمم المتحدة ان يصل سكان العالم العربي في سنة 2050 إلى حوالي 686 مليون نسمة .
ومن هنا ، دعمت جامعة الدول العربية ، برعاية شخصية من معالي الامين في أفق تخليد الذكرى المئوية لتأسيسها الرؤية الاستشرافية 2045 للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تحت شعار ” اعادة الأمل “، وهي مبادرة مقدامة تتوخى بالأساس جعل منطقتنا العربية تمتلك مقومات الاستدامة من خلال إشاعة مبادئ الحكامة والعدالة والأمن والتنوع الثقافي والحضاري بشراكة وتعاون مع القطاع الخاص و المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث العلميّ في اطار تعاقد خلاق كفيل بتثمين الرأس المال البشري والارتقاء بالقدرات المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين الأحوال المعيشية لشعوبنا .