في الآونة الأخيرة، بذلت الحكومة المصرية جهودًا كبيرة لمكافحة التطبيقات الرقمية التي تحتوي على محتويات تتعارض مع القيم والأخلاق المجتمعية. وقد قامت وزارة الداخلية بحملات واسعة لملاحقة عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين قدموا محتوى غير مناسب، حيث تم القبض على عدد منهم بتهم تتعلق بإثارة الفوضى وغسيل الأموال، في خطوة تعكس التزام الدولة بحماية المجتمع من هذه الظواهر.
تظهر تطبيقات جديدة مثل غرف الدردشة المغلقة والبث المباشر، والتي تعمل بعيدًا عن الرقابة. تقدم هذه التطبيقات مساحات خاصة للتعارف والبث، لكنها غالبًا ما تصبح منصات لنشر محتوى غير مناسب تحت ذريعة “التسلية”. والمشكلة تكمن في أن هذه الغرف توفر حرية للمستخدمين دون قيود واضحة، مما يؤدي إلى انتشار سلوكيات غير مقبولة.
وفي الأشهر الأخيرة، ازدادت الإعلانات ومقاطع الفيديو التي تروج لهذه التطبيقات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بين الشباب والمراهقين. تحتوي هذه الإعلانات على رسائل صريحة أو ضمنية تشجع على سلوكيات تتعارض مع الأخلاق والقيم. ولم يقتصر الأمر على الترويج فقط، بل أصبح هذا النوع من المحتوى وسيلة لجذب فئات جديدة، مما يزيد من خطر هذه التطبيقات على استقرار المجتمع.
تشير تقارير حديثة إلى أن بعض وكالات الكاستينغ وشركات السياحة العالمية تلعب دورًا في استدراج الفتيات للعمل في هذه التطبيقات، حيث تُعرض عليهن عروض مغرية مثل عقود عمل وهمية أو وعود بأرباح كبيرة، بينما الهدف الفعلي هو استغلالهن في تقديم محتوى غير لائق.
من أخطر ما تم الكشف عنه هو أن معظم هذه التطبيقات تعمل بدون تراخيص رسمية، وغالبًا ما يتم تحويل الأموال الناتجة عن هذه الأنشطة نقدًا عبر وسطاء، بعيدًا عن رقابة البنوك والجهات المختصة، مما يثير تساؤلات حول ما يُعرف بـ”الهدايا الرقمية”.
إن انتشار هذه التطبيقات بين الشباب والمراهقين يزيد من خطورتها، حيث إنها تشجع على سلوكيات تتنافى مع العادات والتقاليد. التأثير السلبي لا يقتصر على الجانب الأخلاقي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى زعزعة استقرار الأسر المصرية. تحتاج هذه القضية إلى تعزيز الرقابة على هذه التطبيقات ومنع نشاطها بدون تراخيص، بالإضافة إلى ملاحقة الوسطاء الذين يستغلون الفتيات، وفرض قوانين صارمة على الإعلانات التي تروّج لهذه المنصات، مع زيادة الوعي المجتمعي بخطورة هذه التطبيقات، especialmente بينهم الشباب.
السؤال الأهم يبقى: من يقف وراء هذه التطبيقات؟ رغم أن الإجابة ليست واضحة تمامًا، فإن الأمر يستحق البحث حفاظًا على الشباب المصري، خاصة مع ظهور تطبيقات ومنصات عالمية جديدة مثل Poppo Live وParty Star وSoulchill وغيرها.