بقلم: أشرف هوازل

ما هـذه العناية الشديدة بتحرير المرأة المسلمة وتعـليم المرأة المسلمة والارتقاء الاجتماعي والنفسي للمرأة المسلمة .
وممن .
من المبشرين ومؤتمرات التبشير .
ومتي .
عندما يكون هناك خطر من قيام نهضة في العالم الإسلامي .
وعندما يكون المطلوب اتخاذ قرارات ضد هذه النهضة .
ما هـذه العناية الشديدة بهذا كله .
وما عـلاقـة تحرير المرأة وتعليمها وترقيتها اجتماعياً ونفسياً .
بالقرارات التي تتخذ لقتل الإسلام والإجهاز عليه قبل أن يحاول النهوض من جـديـد .
أليس هـذا كلاماً يلفت النـظـر .
أليـس كـلامــاً لـــه خـــبئ .
نعـــــــم .
لقد كانت حركــة تحرير المرأة المسلمة من أخبث ما قــام به الاستعمار الصليبي من حركات
لتفتيت كيان الإسلام ومحاولة اقنلاعه مـــن الجــــــذور .
فــقـد كانت كفيلة وحدها ببث الانحلال الخلقي والفكري والديني في الشعوب المسلمة .
بما تعجـز عنه الوسائل الباقية كلها مجتمعات .
حيـن تخـرج المرأة عارية في الطريق .
تعـرض فتنتهاّ لكل راغـب وتثير في الرجـل شهوة الحيـوان .
عندئذ لا إسلام ولا دين ولا عقيدة ولا تماسك في أخـلاق الشعب ولا صمود .
ويجد الاستعمار الصليبي فرصته السانحة لتسديد الضربــة الأخـيـرة .
ضربة الاجهـاز .
ويتراءي للنفوس ذلـك السؤال أو لم تكن المرأة المسلمة في حالة من الجهالة والتأخر والانحطاط والجمود والعبودية تحتاج معها إلي تحريرها وتعليمها وترقيتها اجتماعياً ونفسياً .
بلـــــي . من غير شــك .
ولكن الاستعمار الصليبي حين أقدم علي ذلك لم يكن بطبيعة الحال يعمل لصالح المرأة المسلمة .
ولا المجتمع المسلمة .
ولا المجتمع المسلم .
وقد سبق من كلام المبشرين أنهم يعملون علي تفتيت هذا المجتمع وإفساد أخلاقه وتذويب عوامل القوة فيه وتحويلها إلي عوامل ضعف .
فحين حــرر المرأة لم يحررها للهوض بالمجتمع وترقيته والارتفاع به كما زعــم .
وكما زعــم أجراؤه من بعده .
وإنما حررها ليفسدها هي أولا ويفسد معها بقية المجتمع .
وحين علمها كان يعلمها لتعرف الفساد وتتقنه .
وتجعله فساداً قأئما علي أصول .
أصول تربوية مرة .
وسنيكلوجية مرة واجتماعية وفكرية مرة .
وهو في كل مرة فساد .
وحين ارتقي بها اجتماياً ونفسياً كان يقصد إلي الانحدار بها في هوة الفتنة والغواية حيث تبقي هناك إلي ما شاء الله .
ترتكس علي الدوام وكان له بالفعل ما أراد .
والتحرر .
والتعليم .
والارتقاء الاجتماعي والنفسي .
كله من أهداف الإسلام بالنسبة للمرأة المسلمة .
ولكنه لا يقوم علي أساس الانحلال الخلقي والديني كما أراده الاستعمار الصليبي للقضاء علي الإسلام .
وإنما يقوم علي أسسه الرفيعة التي تحقق للفرد البشري أعلي ما في طوقه من الرفعة والتكريم .
مع المحافظة علي نظافة المجتمع ونظـافـة الأخـــلاق .
الاستعمار الصليبي في العالم الإسلامي .
إلي أن قضية المرأة وتحريرها كانت أكبر فتنة اجتماعية وضعها ذلك الاستعمار لتفتت المجتمع الإسلامي كله .
كما يفتت البارود أصلب الصخور .

Loading