بقلم : بسيونى أبوزيد

لاشك أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن الوجه الحقيقى للغرب الذى طالما اخفاه تحت قناع حقوق الإنسان والعدل والمساواة والحرية والديمقراطية تلك الشعارات التى طالما رددوها فى كل المناسبات ، واعتادوا على توجيه اللوم والانتقادات للعرب وخصوصآ مصر فى ملف حقوق الإنسان تلك الورقة التى يلوحون بها من وقت لآخر ، مدعين كذبآ أنهم ينشدون تحقيق العدل والمساواة بين البشر فى كل بقاع الأرض دون تفرقة ولا تمييز ، ولأن الأقوال تكشفها المواقف وردود الأفعال فقد غض الغرب الطرف عن إحتلال فلسطين وغزو العراق وسوريا وليبيا واليمن ونهب ثرواتهم وقتل أطفالهم ونسائهم وتشريدهم فى شتى بقاع الأرض ، وذلك لأنهم شعوب من الدرجة الثانية من الشرق الأوسط وافريقيا  ولكن الوضع مختلف فى اوكرانيا فهى دولة جوار مسيحية شعبها ذات البشرة البيضاء والعيون الزرقاء  اوروبيون نسبيآ يشبهون بشكل كبير العائلات الأوروبية وذلك على حد تعبير بعض كبار المسئولين والإعلام الغربى ، لذلك انتفض العالم من أجل الدفاع عنهم وتزيدوهم بالمساعدات والسلاح للدفاع عن أنفسهم ، علاوة على منحهم حق اللجوء والإقامة الفورية لمدة ثلاث سنوات دون أى إجراءات أو تعقيد كما حدث مع اللاجئين من دول الشرق الاوسط وافريقيا ، وكذلك مد يد العون والمساعدة لهم والسماح لهم بالعمل والتأمين الصحي ، لم تتوقف التفرقة العنصرية عند هذا الحد ولكن جاءت التصريحات الفاضحة للإعلام الغربى وبعض كبار المسئولين والتى أسقطت القناع المزيف وأظهرت الوجه الحقيقى لعنصرية دفينة وقلوب سوداء تجاه دول الشرق الأوسط وإفريقيا ، فعلى سبيل المثال لا الحصر
صرح رئيس وزراء بلغاريا بأن اللاجئين الاوكرانين ليسوا من اللاجئين الذين اعتادنا عليهم فهم اوروبيون مثقفون ومتعلمون
(( فى إشارة منه الى اللاجئين من الدول العربية والأفريقية ))
كما صرح مراسل شبكة  CBS NEWS أثناء تغطية للأحداث الجارية من العاصمة الاوكرانية كييف والذى وصف اوكرانيا بأنها متحضرة واوروبية نسبيآ إلى حد ما مقارنة بالعراق وافغانستان ، ولكنه عاد واعتذر بعد الهجوم الذى تعرض له من مواقع التواصل الاجتماعي ،   كما جاء بالتلفزيون الفرنسى نحن لا نتحدث عن لاجئين سوريين يهربون من قصف نظامهم المدعوم من بوتن بل نتحدث عن اوروبيون يقودون سيارات مثلنا ، كما عبر مراسل BBC عن حزنه العميق عندما قال أنه يشاهد أناس اوروبيون بعيون زرقاء وشعر أشقر يقتلون ، ايضآ مذيع قناة الجزيرة الإنجليزية وقع فى نفس السقطة فى تغطيته للحرب الدائرة وأثناء تعليقه على التزاحم الشديد لركوب القطار المتوجه الى بولندا هربآ من دمار الحرب قائلا انظر ماذا يرتدون مايثير القهر أن هؤلاء ليسوا أشخاص يحاولون الهرب من الشرق الأوسط وافريقيا أنهم مثل أى عائلة أوروبية ، ومذيعة  وأخرى  تصرح بإحدى البرامج للتلفزيون البولندى هؤلاء ليسوا لاجئون سوريون انهم من اوكرانيا المجاورة ومسيحيون وبيض يشبهوننا ، هذه بعض من التصريحات الصادمة والتى تكشف عن الوجه الحقيقى للإعلام الغربى ونظرته الغير إنسانية لدول الشرق الأوسط وإفريقيا  .
واخيرآ
الإنسانية لا تتجزأ ياحضرات فبالرغم من كل هذه التصريحات الصادمة إلا أن الشعوب العربية ودول الشرق الأوسط اصحاب البشرة الرمادى والسوداء يطالبون بوقف الحرب الدائرة فورآ حقنآ للدماء فإذا كان الله لم ينعم علي هذه الشعوب بالعيون الزقاء والبشرة البيضاء والشعر الأصفر لكنه أنعم عليهم بالقلب الأبيض والتسامح والتصالح مع النفس ومع الغير فلا تستفذوهم بتصريحاتكم الغير آدمية ولا تجرحوا مشاعرهم فهم ليسوا بشر من الدرجة الثانية ولم يختاروا الوانهم فهى خلقة الله سبحانه وتعالى  ، إن هذه الشعوب الذين تقللون من انسانيتهم وثقافتهم وتعتبرونهم  شعوب من الدرجة الأدنى ، لقد رأوا  أطفالهم وابائهم وامهاتهم وازواجهم يقتلون أمام اعينهم بأسلحتكم الفتاكة التى صنعتموها فأصبحوا لاجئين فى بلادكم ، فرفقآ بهم فإنهم لم يختاروا هذا المصير البائس وارحموا عزيز قوم ذل ولا تنسوا أن حضارتكم وتقدمكم مقتبسة من الحضارة العربية والإسلامية ، ولا تنسوا ايضآ احتلال بلادكم لبلادهم لعقود من الزمن وكنتم سبب مباشر فيما هم عليه الآن من فقر لنهبكم لثرواتهم ومن فقر ثقافى لسرقة تاريخهم وحضارتهم على مر العصور ، حقآ إن لم تستحى فافعل ما شئت  .

Loading