كتب _ عبدالرحمن شاهين
دعاء كفارة المجلس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ).
و يوجِّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمينَ بعد قيامهم لدعاء كفارة المجلس وترديد هذا الدعاءِ المذكورِ؛ والحكمةُ من ذلك هو تكفيرُ صغائر الذنوب التي وقعت منه أثناء مجلسهِ، أمَّا إن كان مجلسه حسنًا خاليًا من الذنوبِ، فإنَّ المسلمَ يزداد بهذا الدعاء إحسانًا.
حكم دعاء كفارة المجلس
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يداوُم عليه، ولا يُفارقُ مجلسه إلا بعد ترديده، وقد كان السلف الصالح -رضي الله عنهم جميعًا- يواظبونَ عليهِ أيضًا، ومن هذا المنطلق يُمكن القول بأنَّه يُندب للمسلمِ ترديد دعاءِ كفارة المجلسِ عند القيامِ من مجلسهِ، وعدم تركه إلَّا لعذرٍ.
دعاء آداب المجلس، إنَّ للمجالس عددًا من الآدابِ التي ينبغي على المسلمِ مراعاتها، وفيما يأتي ذكر بعضها: حسن اختيار الجليس من آداب المجالسِ أن يختار المسلمَ جليسًا صالحًا له، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
الاجتماع على ذكر الله
ومن الآداب أيضًا، أن يكون محور حديث المجلسِ يدور حولَ ذكر الله، وقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل ذلك، حيث قال: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
حفظ الجوارح عن الحرام
ولا بدَّ أيضًا أن يحفظَ المسلم جوارحه عن كلِّ ما حرَّم الله -عزَّ وجلَّ-، إذ أنَّ كلَّ ما يصدرُ عن هذه الجوارحِ سيُسأل عنه؛ ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
السلام عند الدخول والخروج
من آداب المجالس أيضًا أن يتمَّ طرح السلامِ عند دخول المسلمِ إلى المجلسِ، وعند الخروج منه؛ ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا انتهَى أحدُكم إلى مجلِسٍ فليسلِّم، فإنَّ بَدا له أن يجلِسَ فليجلِس، ثمَّ إذا قامَ فليسلِّم فلَيسَتِ الأولَى بأحقِّ من الآخرةِ).
الجلوس حيث ينتهي به المجلس
ومن الآداب التي ينبغي مراعاتها في المجالسِ، أن يجلسَ المسلمُ حيث ينتهي به المجلس، وقد بيَّن هذا الأدب الصحابي جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث قال: (كنَّا إذا أتَينا النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم- جلَسَ أحدُنا حيثُ ينتَهي).
عدم الجلوس مكان رجلٍ آخر
وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمينَ إلى عدمَ إقامة أحد الجلوسِ من مكانه، للجلوسِ في ذاتِ مجلسهِ، حيث قال: (لا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِن مَقْعَدِهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ فيه ولَكِنْ تَفَسَّحُوا وتَوَسَّعُوا).