أكّدت مصادر أمنيّة وسياسيّة في تل أبيب، أن الشمال يشتغل والمواجهة بين حزب الله وإسرائيل باتت وشيكة جدا.

وبحسب وكالة “سما” الفلسطينية، أقرت إسرائيل رسمياً بأنّ الشمال تعرّض، أمس الخميس، لأعنف قصفٍ من حزب الله اللبنانيّ، وأكّد جيش الاحتلال انطلاق صافرات الإنذار من هجمات صاروخية وجوية على امتداد الحدود الشمالية مع لبنان وفي مرتفعات الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل.

دوي صافرات إنذار 17 مرة

وصباح اليوم الجمعة، اعترفت إسرائيل بأنّ ضابطًا في جيش الاحتلال قُتِل في مرتفعات الجولان المُحتلّة نتيجة القصف الصاروخيّ لحزب الله، أمس الخميس.

وقال الناطق العسكريّ الإسرائيليّ إن صافرات الإنذار انطلقت 17 مرة على امتداد نحو 90 دقيقة في مناطق متفرقة على طول الحدود مع لبنان من نهاريا غربًا حتى الجولان المحتل شرقًا.

وذكر موقع “والا” العبريّ، أنّ حيفا هي المدينة الثالثة من حيث حجمها الأكثر إغراءً لحزب الله، في إشارةٍ إلى إمكانية استهدافها من قبل حزب الله، مُرجعًا ذلك إلى وجود تجمّع للمنشآت الاستراتيجية فيها، ومحطة كهرباء مليئة بمواد خطرة وقابلة للاشتعال وسطها.

ونقل موقع “والا” عن مصادر أمنيّةٍ مطلعةٍ قولها إنّ السيناريوهات الافتراضية لهجوم كثيف من لبنان تصبح قريبة من الواقع أكثر فأكثر، والسؤال الذي يجب طرحه هو عن مدى استعداد إسرائيل لذلك.

قوة نيران حزب الله

وقال رئيس قسم الأبحاث في مركز (علما) لدراسة تحديات الأمن في الشمال، طال بيري، إنّ الجزء الأكبر من قوة نيران حزب الله في الأيام الأولى من الحرب سيتركز على حيفا و”سيكون من الصعب للغاية، بل من المستحيل، إدارة حياة مدنية طبيعية هناك”.

وتابع: “نظرا لأن الحديث يجري عن حجم إطلاق صواريخ كبير جدًا، إحصائيًا، فإنّ كمية إطلاق الصواريخ اليوميّة، والتي ستكون فعّالة عن حقّ، ستكون كبيرة جدًا مقارنة بما كان معروفًا حتى الآن في الشمال أو بنحو عام”.

ووفق الموقع، قام المركز هذا الشهر بتحديث تقديراته إلى 75 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية بحوزة حزب الله، منها بضعة آلاف دقيقة وترسانة أخرى تضم نحو 2500 طائرة بدون طيار، من جميع الأنواع.

وأشار إلى أن “نقل السلاح إلى حزب الله عبر الممرّ الإيراني مستمر طوال الوقت، ولدى الحزب قدرة إنتاج أسلحة ذاتية على الأراضي اللبنانية”.

ويقدر مركز (علما) أنّ “نشاط الممرّ والإنتاج الذاتي سيستمران حتى في أثناء الحرب الشاملة مع إسرائيل، وفي مثل هذا الوضع، سيكون حزب الله قادرًا على مواصلة إطلاق الصواريخ لفترة طويلة جدًا من الزمن”، مقدراً أن كمية السلاح التي بحوزة حزب الله ستسمح له بتنفيذ ما متوسطه 3000 عملية إطلاق يوميًا على إسرائيل، خلال الأيام العشرة الأولى على الأقل.

وأضاف: “على افتراض أنّ مثل هذه الحرب ستستمر لمدة شهرين تقريبًا، سيكون حزب الله قادرًا على الاستمرار في إدارة اقتصاد إطلاق قوي جدًا إلى إسرائيل، بما لا يقل عن 1000 عملية إطلاق في المتوسط يوميًا”.

وأوضح المركز أن “هذا لا يشمل حجم عمليات إطلاق الصواريخ وإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيليّ التي ستناور على الأراضي اللبنانية. لا توجد جهة في العالم قادرة على مواجهة هذا المطر من الصواريخ والقذائف الصاروخية”.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني