.
تقرير: زكريا كرش
في منتصف سبتمبر 2024، شنت جماعة الحوثيين حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشخصيات البارزة، من إعلاميين، وصحفيين، وقيادات حزبية، وآخرين.
تأتي هذه الحملة في إطار تصاعد التوترات السياسية في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، وتشير إلى استمرار القمع ضد الأصوات المعارضة.
أبرز المعتقلين كانت الإعلامية سحر الخولاني، التي اختطفت على خلفية انتقاداتها العلنية لسياسات الحوثيين وفسادهم. حتى الآن، لا تزال الخولاني مختفية، ولم ترد أي معلومات عن مكان احتجازها أو وضعها الصحي.
كما اعتقلت الجماعة الكاتب محمد دبوان المياحي في صنعاء، بسبب مقالاته التي تفضح فساد الحوثيين وتنتقد ممارساتهم وامتدت الاعتقالات لتشمل شخصيات بارزة مثل الشيخ أمين راجح، أحد قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، والذي تم اعتقاله بعد ظهوره في مقطع فيديو يهتف للثورة اليمنية “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، ويتغنى بثورة 26 سبتمبر، التي يعتبرها الحوثيون تهديدًا لوجودهم نظرًا لأنها قامت ضد الإمامة التي يرتبط بها تاريخ الجماعة.
في سياق متصل، تم اعتقال النقيب فهد أمين أبو راس، بسبب منشوراته التي تحتفي بثورة 26 سبتمبر، إضافة إلى سلسلة من الاعتقالات الأخرى التي طالت قيادات حزبية وشبابية، من بينهم:
فهد أحمد عيسى، رئيس دائرة الشباب والطلاب في محافظة ذمار.
أحمد البياض، عضو اللجنة الدائمة في ذمار.
عبدالخالق المنجر، عضو قيادة الفرع.
حسين الخلقي، عضو اللجنة الدائمة في جامعة ذمار.
العميد علي إبراهيم هندي، عضو اللجنة الدائمة في فرع الحوك بالحديدة.
الشيخ قحطان أبو راس.
بشير محمد يحيى محرم، الكاتب والباحث السياسي وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، الذي تم اعتقاله من حي الأصبحي.
والقائمة طويلة جدََا لم يكن بالإمكان إحصاء عدد المختطفين نظرًا للعدد لسلسلة الاعتقالات الكثيرة.
جميع هؤلاء تم اعتقالهم في شهر سبتمبر، والسبب المشترك بينهم هو اختلافهم في الرأي مع الحوثيين أو دعمهم لثورة 26 سبتمبر. ويُشار إلى أن العديد من المواطنين الآخرين تم اعتقالهم وزجهم في السجون خلال فترة سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحافظات أخرى منذ منتصف 2015، حيث تعرض بعضهم للإعدام أو الإخفاء القسري.
ختامًا:
يكشف هذا التقرير عن تزايد القمع الذي تمارسه جماعة الحوثيين ضد معارضيهم، مما يؤكد أن الجماعة لا تؤمن بحرية التعبير أو الرأي الآخر.
حملة الاعتقالات المستمرة هي جزء من سياسات ممنهجة لإسكات كل من يجرؤ على الانتقاد أو الدفاع عن قيم الثورة اليمنية.
