تلقت جمعية خيرية بمدينة الخليل في الضفة الغربية أعداداً هائلة من طلبات الحصول على وجبات الإفطار في أول أسبوعين من رمضان هذا العام.

وبدأ الشهر الكريم هذا العام وسط هجوم مدمر على قطاع غزة، وإغلاق مناطق من الضفة الغربية بشكل صارم، وتصاعد التوترات السياسية، مما ترك آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في إسرائيل من قبل عاطلين عن العمل.

ونتيجة هذا المناخ الاقتصادي، أصبحت العديد من الأسر تجد صعوبات شديدة في تغطية نفقاتها مما ألقى بظلال قاتمة على الشهر من بدايته.

ويقع مطبخ “تكية سيدنا إبراهيم” الخيري بجوار المسجد الإبراهيمي وبات معلماً معروفاً لدى سكان المدينة.

وقال عاملون ومتطوعون في المطبخ إنهم لم يروا قط تدفق هذا العدد الكبير من الناس لتناول وجبة الإفطار.

وقالت المتطوعة فايزة المحتسب “ضغط كبير عن الأول، نتيجة الأوضاع إلتي نعيشها، ونتيجة العمال الذين فقدوا أعمالم وأرزاقهم، فالله يكون بالعون للجميع، نحن نساعد بأي جهات… نحن مستعدين”.

ويقول السكان إن نحو ألف شخص كانوا يأتون عادة يومياً، لكن هذا العدد ارتفع بشكل كبير هذا العام إلى خمسة آلاف شخص يومياً خلال رمضان.

وقال الطاهي عطايا جباري “طبعاً قبل الحرب الأعداد لم تكفي، يعني فترة الكورونا ما كان الوضع مثل الوقت الحالي، من بداية الحرب والأمور صعبة جداً، انقطاع العمل أمام العمال، والموظفين طبعاً رواتبهم انقطعت، فهذا أمان وملجأ للناس المعوزين، وإن شاء الله بجهود الخيرين سنظل شغالين في هذا المكان بإذن الله”.

وأصبحت التكية شريان حياة لكثيرين إذ يصطف آلاف السكان المحليين، ومن بينهم رجال ونساء وأطفال صغار، كل يوم ويتدافعون للحصول على الطعام.

وقالت أم محمد الهشلمون منسقة الإعلام في التكية “يعني بصراحة تسمع أشياء كثيرة حزينة، يعني للأسف الوضع أسوأ كتير في الخليل عندنا، يعني الناس تقول إحنا عايشين على التكية الإبراهيمية، الخبز والأكل عايشين عليها، هذا الحمد لله إحنا بنقدر نوقف معاهم، وبنقدر نعاملهم بلطف لأن في ناس يقولون نحن أول مرة ندخلها”.

وتصاعدت أعمال العنف في أرجاء الضفة الغربية بالتوازي مع حرب غزة، وقتل 400 فلسطيني على الأقل في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. وتداهم إسرائيل دوريا المناطق الفلسطينية في جميع أنحاء الأراضي التي احتلتها عام 1967.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني