مقال #شحاته_على_ابودرب

هل وكالات البث المباشر (المنتشرة في الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي ) هي امتداد لبيوت الدعارة التي كانت معروفة قديماً ؟

هل أصحاب “وكالات البث المباشر” على مواقع “التواصل الإجتماعي” يصح أن نطلق عليهم مصطلح “القوّادون الجدد” ؟

منذ أن ظهرت مواقع التواصل الإجتماعي القائمة على نظام البث المباشر “اللايفات” سواء الصوتية أو المرئية ، بدأنا نلاحظ وجود مجموعة من البنات أو السيدات اللواتي يقمنا بعمل بث مباشر “لايف” يتجاوز (في اغلب الأحيان) المعايير الأخلاقية للمجتمع .

تعمل صاحبة اللايف على إثارة غرائز الشباب بملابسها و حركاتها (إذا كان اللايف مرئي) ، أو بميوعة صوتها و إيحائاتها (إذا كان اللايف صوتي ) لتحصل على أعلى عدد من المشاهدات ، و أكبر قدر من الدعم المادّي .

“الوكيل” أو “صاحب الوكالة” هو الشخص الذي يقوم بجمع مجموعة من البنات و السيدات و يكون مسؤول عن تنسيق مواعيد البث لهؤلاء العضوات في وكالته ، كما يكون مسؤول عن تحصيل الأرباح من ادارة الموقع و توزيعها على العضوات حسب ما تحصل عليه كل واحدة من هدايا و دعم بعد خصم نسبته الخاصة به كوكيل أو صاحب وكالة .

و هنا يأتي السؤال المهم ، ما هو المحتوى الذي تقدمه الفتاة أو السيدة في البث المباشر ؟

إذا كانت القائمة بالبث لديها محتوى علمي أو ثقافي أو اجتماعي أو حتى في مجال الطبخ فقد نستطيع أن نعتبر ما تقدمة “خدمة” و ما تحصل عليه من هدايا أو دعم هو “ثمن مقابل الخدمة” فتكون قد إنطبق عليها مفهوم العمل الشريف .

لكن إذا قامت إحداهنا بالظهور في “اللايف” بملابس غير لائقة ، و قامت بحركات لإثارة الشهوات في البث المرئي ، أو استعملت نبرة صوت و إيحائات في البث الصوتي ، ليجتمع لمشاهدتها أو سماعها راغبي “المتعة الجنسية” أو “الإشباع الجنسي” فهي بذلك تستحق بجدارة لقب “عاهرة”

أما ذلك الذي يقوم بجمع النساء و تنسيق عملهن في هذه المواقع ليحصل على نسبة من الأرباح التي يحققنها تحت مسمى “وكيل” أو “صاحب وكالة” فهو بذلك لا يخرج مثقال أنملة عن مفهوم “القوّاد” .

أما ذلك “الداعم” الذي ينفق المال في دعم هؤلاء اللواتي يقمن بهذه البثوث فلم يعدو كونه “زبون” في “بيت دعارة افتراضي” ، حتى و إن تحايل بعضهم و قال أنه لا يدعم إلا الفقيرات المستحقات ، فلو أنه صادق في إدّعائه لذهب لؤلائك القابعات في بيوتهن و يمنعهن حيائهنا من طلب المعونة أو الظهور في هذه المواقع . أو ذهب للمساكين الذين تعج بهم الطرقات و الأزقة .

و الجدير بالذكر أن أغلب هذه المواقع جمعت بين كبيرتين من “الكبائر” أولهما “الزنا” حتى و إن كان “زنا النظر” و لم يتطور ليصبح زنا واقعي ، و ثانيهما “الميسر” أو ما يسمى “ألعاب الحظ” التي تزخر بها هذه المواقع ، و يدمنها المرتادون ، و كانت سبباً في خراب البيوت ، و ارتكاب الجرائم من أجل الحصول على المال اللازم للشحن و اللعب .

و أخطر ما في الأمر التغيير الذي أحدثته هذه الظاهرة في المجتمع ، الذي إنعكس على سلوكيات الشباب و كلامهم في الشوارع ، و انتشار الرزيلة على أرض الواقع بعد التعارف في الغرف المغلقة الخاصة بهذه البرامج .

إن التصدّي لهذه الظاهرة لا يقع فقط على عاتق أجهزة الدولة ، و لكن يجب أن تقوم “المسؤلية المجتمعية” بدورها في الحفاظ على الأخلاقيات العامة ، و نبذ و احتقار و عقاب من يخرج عن هذه الأخلاقيات .

لا تجعلو “القوّادين” و “المومسات” مشاهير ، و إلا ستستيقظوا ذات يوم فتجدوا أبنائكم قد اتخذوهم أمثلة عليا .

بقلم #شحاته_على_ابودرب

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني