في ليلة هادئة من ليالي شهر ديسمبر، بين جدران تبدو آمنة، وقعت جريمة مروعة لم يتوقعها أحد؛ جريمة لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل لغزا دمويا ترك الجميع في حالة صدمة وذهول.
مع نسمات الصباح استيقظ سكان منطقة «عزبة الصفيح» في محافظة القليوبية، على جريمة قتل مروعة داخل إحدى الشقق، بعد تجرد أب من كل مشاعر الإنسانية، بل وانتزع من قلبه مشاعر الأبوة، ويقدم على ذبح فلذة كبده وزوجته، بدم بارد.
الساعات الأول قبل ارتكاب الجريمة
في الساعات الأولى من الصباح استيقظ طفلان بملامح بريئة هادئة، ليطلبا من الأم أن تحضر لهما الإفطار، فيما ظل الأب جالسا شارد الذهن بملامح قاسية وباردة، متأثرا بالمواد المخدرة التي يتعاطها، يراقب طفليه وزوجته عن كسب.
بعد مرور بعض من الوقت، فاجأ الزوج طفليه وزوجته، وانهال عليهم بالطعنات. كانت زوجته البريئة هي أول من بدأ بها، ثم ما لبث أن لاحق طفليه بالطعنات، قبل أن يكمل جريمته ويجز أعناقهم دون رحمة أو شفقة، داخل غرفة نومهم الخاصة بمنزلهم بعزبة الصفيح.
لم يتوقف إلى هذا الحد هذا الشيطان المتنكر في هيئة بشر، بل انتظر عدة أيام جالسا وسط جثث أسرته يخطط في صمت لقتل والدته وشقيقه الأصغر.
الليالي الأخيرة
وفي ذات ليلة، توجه القاتل إلى منزل والدته وشقيقه، ووضع مواد سريعة الاشتعال داخل المنزل الخاص بهم، وأشعل النيران مستغلا نوم الضحيتين، وفر هاربا، من جريمته البشعة و بعد كل هذه الأدلة والتحقيقات، سقط هذا القناع عن الوجه البريء، وظهر الوحش الحقيقي الذي لم يكن سوى قاتل بلا رحمة، وبلا إنسانية.
وراء هذه الملامح الهادئة، والكلمات العادية، قد يختبئ قاتل بارد، ينتظر لحظته المناسبة لكي يقوم بتنفيذ جريمته الشنيعة وربما يكون هذا القاتل جار تراه كل يوم، أو زميل يبتسم لك، أو حتى شخص تثق به دون شك.
بلاغ للأجهزة الأمنية بشأن الواقعة
استدعى الأهالي، الشرطة وألقت أجهزة الأمن بمحافظة القليوبية القبض على المجرم، وتولت الجهات المختصة التحقيقات، فيما قرر الطب الشرعي فحص جثامين الضحايا والاستعلام عن حالة شقيقه المصاب، ولكن رغم إلقاء القبض عليه أو تنفيذ العقوبة، يبقى الألم محفورا في قلوب الضحايا وعائلاتهم.