بقلم : شيرين عصام خلف
بينما يتجمع الجميع حول حلقه يتسامرون فيها ضحكا وولعتا و اصوات متناغمه في ابهي صوره و منظر كلما دخلت عليهم لقبتهم بالصحبه و تمنيت لو انك بينهم لتنال من هذا الجانب الذي يخرجك من هموم الدنيا و متاعبها ، ظننت ان الحياه جميله بينهم مما ينتجه الهراء من الموده و الالفه الشديده بينهم ، حتي خدعتك المظاهر كأي انسان تختاله المظاهر و اي مظاهر تلك ؟؟!! حتي اذا قام احدهم من مجلسهم حتي اكلوا لحمه نميمتا و غيبتا غريبه ترعبك اذا سمعتها ، انقلب الثناء و الحب الي عداوه قاسيه شديده النفاق و تعالت الضحكات و الاستهزاء بصاحبهم بل ليس بصديقهم انه اكثر من اخ لهم ذلك ما وصفوه له في بادئ مجلسهم ،
غرابه و اسفااف و خذلان و غدر بل اكثر من غدر انه خيانه عظمي ، كيف يثق المرء بصحبته و يعطيهم جبينه ليدوسوا عليه باقدامهم ، دنيا مرعبه بمعني الكلمة تعلمك الا تثق بمجالسه احد مهما كانت مده صداقتهم او مواقفهم لا يظهر ما يضمره الشخص لك الا من خلال تجارب تجمعكم مع بعضكم البعض لا تظن الا الاسوأ منهم ، من تراه يغطي غيبتك بالحديث الطيب هو من تمشي معه طريقك و تستأنس به لا اكثر ، ولا تحكم علي الاشخاص من اول مره بل انتظر حتي تري منهم مواقف و مبادئ و اذا رأيته يغتاب لا تثق به و لو اقسم لك بحق خالق الكون انه الاوفي غادر اتركه اهجره ،
فغدا ستصبح علكه يمضغها كما قال عن غيرك في غيابه و اعلم انك كما تقول يقال عنك و الدنيا سريعه الدوران ليحدث نفس الموقف معك ذلك مع فعلته مع غيرك فلا تحسبن انك ناج بل انت مصاب بسوء اللسان و غلظه القلب و لا تظن ان الكلام يقف ولن يزيد و يكثر فالطباخ يضيف بهاراته حتي يصبح الحديث اكثر تناغما و اقناعا قبل ان يتناقله ، و كذلك الي ان يصبح سما شديد الذوبان و التاثير فيبتعد عنه من كانوا يحبون لقائه و يهجره كل حبيب له و يجد تنافرا من من حوله لا يعلم سببه سوى العزله و الفرقه حتي يصيبه الاكتئاب و المرض النفسي و كل هذا بسبب كلمه قيلت بحقه فستصدقها ولو كنت تعلم انها ليست الصدق و ان كان محظوظا فيجد من يعلمه بما حدث فلو كنت تحب الضحيه فعلا ،
فلا تسمع و تغادر بل اخبره ليعرف السبب و يحاول اصلاحه و يشرح الحقيقه فمن صدقه احبه و من كرهه كذبه ، الحياه اصغر واقل من نشر الاكاذيب و اختلاق المشاكل و الحوارات الشنيعه ، كن لاخيك عونا ، كن له امنا ووطنا لا تتحدث عنه بل ساعده و ان كانوا قد صدقوا في غيبتهم ، تذكر طعاما تناولتموه سويا ، ولو رأيت الخمر يقطر من لحيه رجلا امامك فامسحها بالماء و قل ان لحيته قد سكب عليه الماء و لا تصاحب السيئين من يتظاهروا بنصيحتك في الملأ امام الجميع فقد فضحك ،
واعلم ان من نصحك سرا هو من تسير بسربه ولو رأيت فتاه تجلس بجانب الغرباء عنك ، فقل لنفسك انه اباها و ربما اخاها و ربما ضلت الطريق فاراد احدهم توصيلها ، وان لم تجد تفسيرا فاتركها و دعها و لا تتحدث عنها فلست انت الله لتحاسبها ، كجحا يوما كان مع ابنه و معه حماره فكان ابنه علي حماره و هو يسير بجانبه فتعجب الناس و قالوا بصوت عاليا ما هذا الهراء ؟! ولدا لا يعلم معني الادب ايترك والده يسير ارضا وابنه يمتطي الحمار ؟! فيسمعهم جحا و ينزل ابنه و يصعد هو فيقول الناس
: يال هذا الاب القاسي ايترك ولده يسير و هو يمتطي الحمار فيسمعهم جحا و يسير هو و ابنه بجانب الحمار و يقول الناس : ما هذا الجنون لا احد يركب الحمار و ظهر الحمار فارغ ياللعجب فيسمعهم جحا و يحمل الحمار و يسير ، فيقول الناس : اجنن جحا يحمل الحمار ، فيعلم جحا ابنه ان رضاء الناس غايه لا تدرك فقط ، افعل ما يحلو لك ولكن داخل الاطار الصحيح واجعل نفسك خير رقيب عليك ولا تنتظر من يقيم سلوكك و لا تبالي باحد و ستري إن اخطأت سيتحدثون عنك و إن نجحت فستري تجمعهم حولك وان كانوا اكثر الناس معارضتا لك ، فقط راهن علي نفسك لتبقي الافضل