في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة والصين، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للقاء نظيره الصيني شي جين بينج، في خطوة تهدف إلى استعادة العلاقات بين البلدين.
ورغم هذه النية الإيجابية، فإن العديد من العوائق لا تزال قائمة أمام ترتيب هذا اللقاء في ظل الخلافات السياسية والتجارية المستمرة، وذلك بحسب ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية خلال تقرير لها.
الرغبة في التحاور وسط القلق الصيني
وفي سياق متصل، يسعى الطرفان لتحقيق انفراجة دبلوماسية، حيث يرى المسؤولون في الصين أن أي تقدم في العلاقات لا يمكن أن يحدث من دون عقد قمة بين رئيسي البلدين.
ومع ذلك، فإن هناك تحفظًا كبيرًا لدى الصين بشأن ترتيب هذا اللقاء في ظل مواقف إدارة ترامب غير المتوقعة.
فمنذ توليه المنصب، اتسمت سياسة ترامب بقرارات مفاجئة تشمل فرض رسوم جمركية مرتفعة واتباع مواقف حازمة في قضايا أخرى مثل أوكرانيا.

على الرغم من تلك التحفظات، نقل السيناتور الجمهوري ستيف داينز، الذي زار بكين كمبعوث غير رسمي عن الإدارة الأمريكية، أن القمة قد تُعقد بحلول نهاية العام، ومع ذلك، يرى المسؤولون الأمريكيون أن هذه الخطة قد تكون بطيئة مقارنة بتوقعاتهم.
الشكوك الصينية بشأن القمة
في الوقت الذي يعرب فيه المسؤولون الأمريكيون عن تفاؤلهم بإمكانية عقد اللقاء، تظل الصين حذرة جدًا من تحديد موعد للقمة دون ضمانات واضحة.
وأكدت بكين أنها بحاجة إلى رؤية تطورات ملموسة في التفاوض بشأن قضايا تجارية أساسية قبل اتخاذ أي خطوة جادة نحو الاجتماع.
فيما أوضح “وو شينبو”، عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان، أن الصين تترقب إشارات أكثر إيجابية من إدارة ترامب قبل المضي قدمًا في القمة.

التحديات التجارية التي تؤثر على المفاوضات
تُعد التوترات التجارية أحد أكبر العوامل التي تعيق أي تقارب بين البلدين، ففي الوقت الذي يهدد فيه ترامب بفرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية، فإن الصين أيضًا اتخذت إجراءات مضادة بما في ذلك فرض ضرائب على الواردات الأمريكية، ما أضر كثيرًا بالقطاع الزراعي في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، أثار قرار الصين بتعليق استيراد لحوم الأبقار الأمريكية ردود فعل قوية من المزارعين الأمريكيين، خاصة في ولاية مونتانا التي تمثلها السيناتور داينز.
وكان لقرار تعليق التصدير تأثير ملموس على قطاع الماشية الأمريكي، ما دفع العديد من المسؤولين إلى الضغط على بكين لإعادة النظر في قرارها.
رغم التعقيدات الحالية، يبقى الأمل معقودًا على إمكانية عقد اجتماع بين ترامب وشي جين بينج في سبتمبر المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.