بقلم : احمد مختار

لم يكن الشهيد يعلم أنه بعد تخرجه من الكلية التي كان يدرس بها سيخدم فى يوم من الأيام بأرض الفيروز كجندى من أبناء القوات المسلحة، بل وسينال بها الشهادة التى طالما تمناها طوال فترة خدمته.
بعد تخرجه من الجامعة، تقدم الشهيد لنيل شرف الخدمة العسكرية علم أنه سيقضى فترة تجنيدة بشمال سيناء
فذهب إلى هناك وهو عازمًا على تطهير الأرض المصرية الغالية من الإرهاب والتطرف وكان بصحبة زملاءه من أبطال القوات المسلحة ولكنه لم يشأ أن يكون خبر تجنيده فى سيناء مسار قلق لأسرته خاصة والده .
وكان أول يوم خدمة له فى رفح الذى وصفه بمذكراته التى كان يكتبها قبل استشهاده “أسعد أيام حياتى، لانضمامى إلى رجال يحمون الوطن ويحمون أهلى وعرضى ومالى” مذيلا رسالته بدعاء للمولى عز وجل أن يرزقه الشهادة فى سبيله
منذ أول يوم وطأت قدماه أرض سيناء وبداخله إحساس ويقين أنه سينال الشهادة التى كان دوما يتمناها وبات الشهيد يؤدى خدمته الوطنية بحماس وتفان وعزيمة وإيمان على أرض سيناء الطاهرة وبالتحديد فى مدينة رفح المصرية كل هذا وأسرته لا تعلم أنه يقضى خدمته فى سيناء.

كل ما تمناه الشهيد هو أن يتقبل الله عز وجل جهاده فى سبيله وأن يجعله فى ميزان حسناته هو ووالده وأن يجزى والديه عنه خيرًا .

” يارب ربنا يتقبل جهادى، ويجعله فى ميزان حسناتى، وميزان حسناتك يا والدى العزيز، وفى ميزان حسنات أمى الغالية، الله يرحمك يا أمى لإنكم خلفتوا راجل ربنا يتقبل منكم” .
لم ينسي أن يرسل برقية مواساه لشقيقه وشقيقته مخبرًا إياهم أنه ذهب إلى سيناء للدفاع عنهم متمنيًا من الله أن يكون على قدر هذا الشرف وأن يقوم بواجبه على أكمل وجه.

بعد إصابة محمد إثر إحدى الاشتباكات، مع العدو، تم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة وتوفي الشهيد البطل .

Loading