فاطمة فتوح
صرحت محكمة الجيزة، حيثيات حكمها بالإعدام شنقا على المتهم فى واقعة قتل مدرس في منشأة القناطر بالجيزة، برئاسة المستشار إبراهيم عبدالخالق إبراهيم، وأمانة سر طلعت عبده حسانين، وصبحي عبدالحميد.
وجاءت في حيثيات الحكم برقم 16289 لسنة 2022 جنايات مركز منشأة القناطر (المقيدة برقم 3615 لسنة 2022 كلي شمال الجيزة)، أن النيابة العامة اتهمت محمد. ر أنه في يوم 19/7/2022 بدائرة شرطة منشأة القناطر محافظة الجيزة قتل عمدا المجني عليه / محمود ماهر مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيت النية على إزهاق روحه، وأعد لهذا الغرض سلاحين أبيضين – خنجر ومسكين – واستدرجه لمكان ناء عن أعين الناس محل العثور على جثمانه – وما أن ظفريه باغته بعده طعنات باستخدام هاتين السلاحين وانهل عليه ضربا بهما بعدة ضربات استقرت في أنحاء متفرقة في جسده محدثا إصاباته الموضحة بتقرير الصفة التشريحية والتي تسببت في وفاته علي النحو المبين بالتحقيقات.
وأضافت الحيثيات أنه بعد مطالعة الأوراق وسماع المرافعة والمداومة قانونيا، وحيثما استقرت في يقين المحكمة واطمئن إليها وجدانها وارتاح لها ضميرها ستخلصه من أوراق الدعوي وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، تتحصل في أنه ثمة علاقة نشأت بين المتهم محمد.ج والمجني عليه محمود ماهر، امتدت بينهما قرابة 6 سنوات انتهت بمشاركة بعضهما في عمل جمعية تم فضها لعدم إمكانية إتمامها انتهت بمديونية في حق المتهم للمجني عليه، وظل الأخير يطالبه بصفة مستمرة بسداد ذلك الدين وإزاء ذلك، ونظرا للضائقة المالية التي كان يمر بها المتهم وضيق ذات اليد، وقد طرأت في نفسه فكرة وسيطرت على وجدانه وما وسوس إليه شيطانه من التخلص من المجني عليه، فقد عقد العزم وبيت النية علي إزهاق روحه، فقد فكر وتدرب واعدا مخططا إجراميا واعد لها الغرض سلاحين أبيضين خنجر وسكين، واستدرج المجني عليه بإقناعه أن يذهب برفقته إلى أحد الأشخاص للحصول على المبلغ المدين به، فوافق المجني عليه علي ذلك رغبة منه في اقتناء حقه، فقد اختر المتهم منطقة زراعية نائية ووقت متأخر من الليل قرابة الساعة 11 مساء في سكون الليل، ظنا منه أن الناس نيام ولكن هيهات لما يجعله المتهم – فإذا كان الناس نيام فرب الناس لا ينام- وسار سويا في الطريق الذي حدده المتهم سلفا.
وانتهز الأخير كل هذه الظروف التي أتاحت له فرصة انفراده بالمجني عليه خلو الطريق من المارة، وعقب وصولهما لمكان الواقعة، سدد المتهم طعنه للمجني عليه من ظهره، ولما تنبه الأخير بذلك واصل المتهم بالاعتداء عليه مسددا عدة طعنات قاسيات بكلتا يديه في البطن والصدر إلي أن سقط المجني عليه أرضا غارقا في دمائه فواصل المتهم الاعتداء عليه بالسلاح الاخر الذي كان بحوزته حتي تيقن من إزهاق روحه محدثا الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريعية والتي أودت بحياته، وما أحدثه من تمزقات بالتوعية الدموية الرئيسية المارة يمين ويسار العنق والرئتين والقلب والبطن، مما أدي إلي حدوث صدمة نزفية أدت للوفاة.
واستقام الدليل على صحة الواقعة وثبوتها في حق المتهم محمد.ر وذلك من واقع شهادة كل من ماهر.أ ومجاهد.ع والمقدم إكرامي طلال رئيس مباحث مركز نشأة القناطر – وما ثبت بتقرير الصفة التشريحية وإقرار المتهم بارتكاب الواقعة بالتحقيقات.
فقد شهد “ماهر.أ” بأن نجله المجني عليه أخبره بمقابلته للمتهم مساء، لاستلام مبلغ مالي، وفي اليوم التالي تبلغ له من الجيران بمقتل نجله، فانتقل لديوان مركز منشاة القناطر، وتبين صحة ما تبلغ، وعزي له أن المتهم هو القائم على قتل نجله المجني عليه.