كتبت: لمياء كرم
خيرية محمد عبد العزيز فتحالله فنانة من مواليد الاسكندرية تعمل أستاذ التصوير الجداري و رئيس قسم التربية الفنية -كلية التربية النوعية – جامعة الاسكندرية المؤهلات العلمية ، مستشار ورئيس لجنة المؤتمرات بمؤسسة السحاب للعالج بالفن المشهرة برقم 3855 لسنة 2017 ، عضو بمؤسسة السحاب للعالج بالفن عام 2019 – عضو بجمعية آمسيا مصر للتربية عن طريق الفن لها العديد من المؤلفات مثل كتاب بعنوان “العالج بالفن التشكيلى وتطبيقاته”، الدار العالمية للنشر ، القاهرة لها العديد من المشاركات في المعارض الجماعية ،وإقامة العديد من المعارض الفردي
تبحث الفنانة خيرية بشكل دائم عن المتغيرات التشكيلية المستحدثة، والمبتكرة التي تؤثر ايجابيا علي التحولات الانفعالية لتنتج منها متغيرات تشكيلية عصرية تتماشى مع الواقع ، ومع أساليب الحياة المتجددة، فالفن عند خيرية عبد العزيز عملية شمولية متكاملة تساعدها علي ان تظهر فلسفتها ، فالفنانة صاحبة رؤيته فكرية تحولية، تعتد فيها التحريف احيانا، و والتبسيط ، وذلك للتعبر عن ذاتها بكل ما يتعلق بها ، من أفكار، وذكريات، أنفعالات، ووجهات نظر حول الواقع، فقد يتطلب الموضوع أساليب مختلفة في تنفيذ العمل لكن يجب أن يتواجد توافق، وانسجام بين الفكرة والوسيلة التي يؤدي بها العمل الفني
.وبالمتابعة لاعمال الفنانة نلاحظ أننا أمام فنانة مبدعة تهتم بدراسة تيكتيكات عملية وتطبقها بشكل احترافي فتخضع العمل الفني لمجموعة قيم ومعايير لا تدع مجال للصدفة
فلديها اساليب مختلفى تمارس بها الفن مثل التصوير الزيتي والباستيل واقلام الحبر وتستخدم الكولاج حسب مايخدم فكرة العمل يوضح المضمون فيمكن القول أنها فنانة تجيد أدواتها بل تبتكر لها أسلوب خاص بها ومن خلال قراءة أعمالها نجد العديد من اللوحات التي يتضح بها التحوير فى الأساليب الفنية بغرض إحداث تغيرات فى مجال التعبير الفنى ، ايجاد حلول إبتكاريه جديدة تتناسب مع ديناميكية الأحداث التى تعبر عنها الفنانة لتنقل لنا الواقع لكن بأسلوبها الخاص ، وعلي سبيل المثال في عمل(الانتظار ) لجأت الى تجريب أساليب تخدم الابعاد الفلسفية، والجوانب التشكيليه، والتعبيريه المختلفه ، لتجسيد بعض المعانى المرتبطه بالحالة شعورية من الترقب، والانتظار لسيدة فى مقتبل العمر تنتظر شيئا ما ، وتتسم بالملامح الهائمة، والشعر المتناثر، وكأنها فى مواجهة تيار هوائى شديد من الافكار بأداء تقنى متراكب اللمسات، والخطوط ،والمساحات اللونية المنسجمة مع الخطوط بتلقائية مع خلفية اللوحة ،وراعت الفنانة فيها عمليات الإدراك البصرى التى تحدث نوعا من التنظيم للمرئيات ،وذلك بتنظيم العلاقه بين الشكل، والارضية ، تهدف إلى التمكن من إدراك الشكل إدراكا له معنى ذاتي خاص بالفنانة . لذلك ظهر في ممارسات الفنانة أسلوب التحريف الظاهري من التقليل والاستطالة فى الاحجام وزوايا الرؤيه وانحرافات المنظور لأبعاد العنصر الفني داخل اللوحة ،وعوامل الظل والنور نجدها استخدمت ايضا التحريف اللوني لتوحى بصفات مغايرة ومخادعة وتؤثر علي الإدراك البصري للمشاهد الذي يتعايش مع العمل ويري من خلال نظرة الفنانة للعمل الفني . تحاول الفنانة خيرية طرح فكرها الخاص ورؤيتها اللونية علي العمل الفني فهي تتميز أسلوب لوني يتسم بالجراءة، والثقة ويظهر ذلك من خلال قوة الأداء اللون ووضع اللون الساخنة بجوار الباردة بوضوح وصراحة ، ومع ذلك تستشعر رقة الأداء ورشاقة الخطوط مما يعطي نوع من الرومانسية الحالمة وتستطيع من خلالة كمشاهد ان تقرأ ملامح شخصية الفنانة التي تفرض نفسها من خلال أعمالها الفنية القوية . وتتناول الفنانة موضوعات المرأة المعاصرة ونفس الإنسانية وما يحيط بها من إشكاليات وأيضا تتناول قضايا شديدة المصرية لكن بإسلوب فناني مابعد الحداثة فهي لا تتقيد بأسلوب واو تكنيك معين إنما هي تبحث دائما عن كل ماهو جديد وحديث لتصنع به إبداعا متميز يجمع بين الأصالة والمعاصرة فنانة بدرجة مبدعة