رؤيه بقلم : مصطفي العموري

هبت رياح قويه بعض الشئ هزتني كثيرا وأفزعتني . الا انها لم تكن عاصفه هي فقط مجرد رياح سواء عاتيه او هادئه ستظل الحقيقه المؤكده أنها عابره كأنها تذكرنا او تضرب لنا مثلا علي ان كل مر مهما طال سيمر . وحين انتهت مني وقضت نظرت من حولي فلم اجد ألا القليل . حزنت كثيرا وتأثرت لغياب البعض ممن تمسكت بهم جيدا وكنت أظن ان حبال الود بيننا لا تقطعها أعتي العواصف ..

بدأت أتشكك وأتساءل وألوم الرياح .. حتي حدثتني نفسي قائله .. لا تلوم الرياح اذا كان بناءك من ورق . واذاكان بعض من حولك هم اشخاص من كرتون . واذا كانت قلوبهم كأوراق الشجر الجافه . واذا كانت أرواحهم بلا وزن ولا ثقل ولا تحمل ما يجعل اقدامهم علي الارض بجوارك ثابته . لا تؤلم يداك بالتمسك بأطراف حبال ذائبه دعهم يتطايرون . ألا انهم بذور فاسده أينما تحملهم الريح لن يثمرون . دعهم يمرون واسمح لهم غير أسفا بالعبور . أدفن الماضي وودعهم بسلام ..

أكمل مسيرك مع من تبقي ولا تلهث وراء من رحل فالخير كل الخير كان كامننا ك سر دفين اسفل حفنه من التراب كانت فقط تخفيه عن عينيك . حتي هبت تلك الرياح فأزالت الخداع وتركت لك كنوز . حملت معها الغبار الذي كان يتطاير من حولك ويضيق به صدرك . وبلا جهد منك ولا مشقه . ميزت الارض القاحله من المروج الخضراء . أسترخي واستمتع الأن بلحظات من الصفاء يخلو فيها الهواء من انفاس المخادعين ومن التملق والنفاق ..

وان كنت قد أسات الاختيار يوما فلا تندم وانظر ألي ما تبقي حولك من الأشخاص فهؤلاء شواطئ آمنه . أرواح قد تلجأ إليها لنستريح من تقلبات الزمن . وقلوب ستنصرك في معاركك لمواجهه قسوه الحياه . وأيادي ممدوده للعون والمساعده متشبثه بك بقدر تمسكك بها . انهم الصفوه . ويكفيك فخرا انك ابدا ما فرطت . ما تبقي هو الحقيقه وما رحل واختفي وتواري عن الانظار هو السراب ..

ظننت في البدايه أنها محنه ولكني ادركت انها كانت منحه . رساله حملت شفره بها فك لرموز وطلاسم طالما وضعتني في موضع حيره وأرتباك . نور أضاء ليكشف لي عما كان يخفيه ويحجبه عني الطلام . شمس سطعت فأزالت الغشاوه من فوق العين فأتضح الطريق وأتضحت الرؤيه . مرحبا بالشروق مرحبا بنور الصباح . ضاع الانكسار الخذلان . ودعتهم راضيا ألي زوال . وبدأت أشعر بالراحه بالسكينه والاطمئنان وبالأمان . نعم منتهي الراحه وكل الأمان ..

Loading