كتبت: نورا حمدي


كثير من الاشخاص يعتري تصرفاتهن بعض الخلل معظم شهور السنة ، ويشوب سلوكهن اليومي كثير من الأخطاء ، فيأتي شهر رمضان بسماته الخيّرة ليكون مميزاً لكل شخص ، فهو فرصة ذهبية لبداية جديدة ، بداية لتصحيح المسار ، وتجديد العلاقة مع الله عز وجل ، وتحسينها مع الوالدين والأخوة في المنزل ، ونبذ الخلافات مع ذوي القربى ، والحرص على تقوية أواصر الأخوة والمحبة مع المعلمين والمعلمات والزملاء في المدرسة .

ففي شهر الخير أكبر الفرص للبدء مجدداَ بداية طاهرة وخالصة من كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ، فالأوقات التي أُهدرت مسبقاَ فيما لا فائدة منه يستطيع الشخص أن يعوضها خلال هذا الشهر الكريم ، والأعمال التي قام بها ويشعر أنها لا تتناسب مع سلوكه كمسلم يستطيع أيضاَ أن يعوض نفسه عنها ببدائل ذات فائدة للدنيا والآخرة ، والله يحب المحسنين ، وهو يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنوب جميعا ، قال تعالى : “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من صام رمضان إيماناَ واحتساباَ غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.

فرمضان من أنسب الأوقات للاستغفار والتوبة وإعادة الحسابات والعودة إلى الله سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي للشخص المسلم إضاعة الوقت في هذا الشهر، بل عليه مضاعفة العمل لتحصيل الأجر والثواب ، ومن أهم الأشياء التي يجب عليه أن ينتبه لها لاستغلال هذا الموسم المبارك ما يلي :
• عدم إضاعة الوقت أمام شاشة التلفاز التي تضيع بركة الوقت وتهدر أثمن الأوقات ، ومن المعروف أن الأنشطة التلفزيونية تزداد كثافة في هذا الشهر بهدف صرف أفراد المجتمع المسلم عن دينهم ، فلا يكون الشخص أداة لينة في أيديهم لتحقيق أهدافهم ومآربهم.
• محاولة تنظيم الوقت بحيث يكون النوم منظماَ بشكل طبيعي في الليل ، ويكون النهار للدراسه والعمل والواجبات المنزليه مع أداء العبادات وتلاوة القرآن الكريم.
• عدم الإسراف في تناول الأطعمة أو إضاعة الأوقات في إعدادها . قال تعالى :{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}
• الحرص على عدم الخروج للأسواق ، وإذا كان هناك حاجة ملحة للخروج فلا بد من الاحتشام والتستر والخروج مع محرم ، وتجنب الأماكن المزدحمة ؛ فالأسواق هي أبغض البقاع إلى الله كما ورد في الحديث الصحيح.
• تربية النفس والوجدان على سلوكيات صحيحة مفيدة كالتعاون مع جميع أفراد المجتمع على أعمال الخير ، يقول تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَىالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
• تعويد النفس على الموازنة بين الأعمال المطلوبة ، فإعطاء كل ذي حق حقه واجب يتحتم إتباعه ، فأداء العبادة له نصيب ، وطلب العلم كذلك ، والمساهمة في الأعمال المنزلية ، والمشاركة في الواجبات الأسرية والاجتماعية ، فكل هذه الأشياء يجب تأديتها على أفضل وجه دون أن يطغى شيء منها على الآخر.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز