رياضة القلب وعلاقتها بالسرطان
مع العلم والبحث عن الحقيقة

بقلمي جمال القاضي

السرطان ، هذا الكابوس المخيف ، بات عدوا يهاجم في النور والظلام ، لاتقهره قوةَ ، ولايخيفه دواء ، يحصد أرواح الملايين من البشر ، بلا رحمة وبلارجوع ، كان ومازال يسطو بقوة على كل بقعة من بقاع الآرض راح يسكن فيها البشر، بلامنازع له حيث يمتلك القدرة على البقاء والإقامة طويلاً فوق هذه الأرض ، ليصيب كل جزء قد يصل إليه أو كل عضو وجهاز حين يحتل جسد الإنسان ،فلادموع لمن أصابه جعلته يشفق عليه أو يتراجع ، ولا آهات ألم كانت سبباً في أن تجعل منه رحمة فيرحل عمن أصابه ، فكانت النهاية دائماً ، هي أن نودع بالموت كل من هزمه هذا المرض ، حاملين جثمانه مع سيل لدموعنا إلى القبور .

هذا المرض اللعين يصيب كل أجهزة الجسم المختلفة ، لكن هناك علامة تعجب حول عضو من الأعضاء التي توجد في جسم الإنسان ، يقف أمام هذا المرض ، مستخدماً قوته الخارقة ، يدافع بها عن نفسه ويدحر عنه خطر الإصابة ، لايهزم إلا إذا هزم هذا المرض كل نواحي الجسم ، وحينها يسلم له طوعاً بعد قتال عنيف فيما بينه وبين هجوم المرض، ويلقي أمامه بعدها بكل أسلحة سبق وأن كان يمتلكها وجعلها حصناً منيعاً قوياً للدفاع بها عن نفسه ، لتكون بهذا الإستسلام النهاية والرحيل موتاً .

ربما بعد هذه المقدمة يسأل القارئ قائلا :

ماهو هذا العضو الذي يكاد لايصاب بالسرطان؟

وربما يعقب هذا السؤال أسئلة آخرى والتي كان منها :

لماذا هذا العضو تحديداً ودون غيره لايصاب بالسرطان إلا نادراً ؟

وماهو نوع السرطان الذي قد يصاب به ؟ وأي نوع من أنواع السرطانات أكثر شيوعاَ أن حدث وتمت إصابة هذا العضو ؟

وسؤال أخير ماهي علاقة الرياضة القلبية بهذا المرض ؟

فتعالوا معي لنخوض في بحر العلم ونبحث في أعماقه عن الحقيقة التي جعلت هناك علامة تعجب حين نرى فيها قدرة الخالق ونتعلم منها دروساً تجعلنا أكثر قرباً لله عز وجل ونسجد له حمداً وشكراً وكل من خلقه الله ومازال يتمتع بصحته أو ممن أصابهم مرضاً ، لعل بسجوده ودعواته أن يرفع عنه هذا المرض .

نعلم أن هناك أسباب عديدة والتي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان وجميعها يعمل في النهاية على تغير في تغير لتركيب الأحماض النووية والتي لاتسطيع معه الخلايا السليمة تصحيح هذا التغير فتنشأ خلايا جديدة تنقسم بسرعة فائقة لايمكن التحكم في إيقافها مكونة معها خلايا ناقلة تصيب أعضاء وخلايا سليمة لتنشأ نوعها من التكتلات السرطانية والتي سرعان ماقد تنتشر لجميع أجزاء الجسم ،

ماهو العضو الذي يكاد لايصاب بمرض السرطان بجسم الإنسان ؟

هناك عضو داخل جسم الإنسان ( كما أثبتت معظم الدراسات العلمية ) يكاد لايصاب بمرض السرطان ألا وهو ( القلب )

ماهو نوع السرطان الأكثر شيوعاً في القلب ؟

القلب نادراً مايصاب بمرض السرطان ، وإن حدث وتم إصابته فإن الإصابة السرطانية الأولية نفسها تأتي إليه من مناطق أخرى من الجسم قد تصل النقائل إلى العمود الفقري ، أو الأنسجة المجاورة، أو أعضاء أخرى مثل الرئتين ،

كما أن معظم الأورام السرطانية التي قد تصيب القلب من النوع الحميد ، ونادراً ماقد تكون من النوع الخبيث ، وبحسب الدراسات والأبحاث ، فإن الإصابة بالأورام السرطانية التي تصيب القلب نادرة جدا وتكاد تكون معدومة .

أسباب ندرة إصابة القلب بالسرطان :
يرجع العلماء ندرة إصابة القلب بمرض السرطان إلى عدة عوامل ومنها :

1- القلب يحتوي على أنزيمات تعمل كمناعة ضد الخلايا السرطانية .

2- لايحتوي القلب على خلايا شحمية التي يصاب بها السرطان .

3- يوجد غشاء يغلف القلب وهو غشاء التامور والذي يحافظ على القلب من الإصابة بالسرطان .

هذا ماأوضحه لنا العلماء والباحثين عن حقيقة ندرة إصابة القلب بمرض السرطان

لكننا قد تجاهلنا سبباً يسبق كل هذه الأسباب التي سبق وأن ذكرت ، وهو سبب يعتبر هو الأقوى والأساس على الإطلاق ، فلو قلنا أن هناك من الأسباب التي تحافظ على القلب وتحميه من الإصابة بمرض السرطان ذلك الغشاء الذي يغلف ويبطن القلب ، فهناك من الأعضاء مايبطن من الداخل بغشاء أيضا مثل المعدة ، إلا أنها من الأعضاء التي تنتشر فيها الإصابة بمرض السرطان ، ولو قلنا أن السبب في حماية القلب من الإصابة بالسرطان هو الأنزيمات فهناك داخل كل عضو أنزيمات ولكن لاتسطيع حمايته من الإصابة ،

لكن ماهو السبب الرئيسي في عدم إصابة القلب تقريبا بمرض السرطان ؟

السبب الأقوى وراء حماية القلب وعدم إصابته إصابة داخلية بالسرطان ( إلا إذا انتقلت إليه هذه الإصابة من الأجهزة الآخرى بعد إصابة معظمها بالسرطان ) ألا وهو الرياضة التي يقوم بها هذا القلب لاإرادياً ودائماً بدوام البقاء على قيد الحياة ودون توقف ليلاً أو نهاراً ، وذلك عن طريق الإنقباض والإنبساط في صورة رياضة طبيعية منتظمة ، جعلها الله بهذه الكيفية لتبقيه قوياً ، يتمتع بالحماية الذاتية ضد هذا المرض اللعين ، مثلما تقوم به الرياضة البدنية في المحافظة على جميع أجزاء الجسم وحمايتها من الأمراض ، إلا أن هذا النوع من الرياضة القلبية لايفوقها رياضة آخرى في قدرتها على حماية القلب ضد المرض ،

وأخيرا :
نعلم أن للرياضة دوراً أصيلاً في المحافظة على كل من الصحة البدنية والصحة النفسية ،
لذا وجب علينا دائماً المحافظة على هذا القلب والإبتعاد عن كل مايؤذية وذلك بممارسة الأنشطة الرياضية والجسدية التي تمنع تراكم الدهون والسموم بداخل أوعيته الدموية ، كما أن لهذه الرياضة أهيمية كبيرة في أنها تجعل القلب يعمل بشكل طبيعي وجيد ، كما يجب علينا دائماً الإبتعاد عن السمنه وزيادة الوزن والتي تجعل الجسد أكثرة عرضة للإصابة بأمراض خطيرة ومنها مرض السرطان ،

إن الله قد خلق جسد الإنسان ، هذا الجسد هو أمانة للإنسان ، يجب أن يحافظ عليه دائماً ، وذلك بالإبتعاد عن كل مايفسد دواخله من طعام أوشراب أو مواد مكسبة للطعم والرائحة غير طبيعية ، ويمنع دخول إليه كل ماهو فاسدة من صنيع البشر ، والتي كان غرضه دائما منها هو السعي وراء التربح السريع دون الإلتفات لتلك المخاطر التي تكون مع تناولها أو تكون سبباً في معاناة البشرية من أمراض تصيبها ولايمكن القضاء عليها ، أو الخلاص منها .

Loading