قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، إن كرة القدم كانت شغفه الأول قبل أن تقوده الأقدار إلى عالم الاكتشافات الأثرية، مشيرًا إلى أنه كان لاعبًا بارزًا في دمياط، وكان يُلقب بـ”صالح سليم دمياط”، لكنه اضطر إلى اعتزال اللعبة بعد إصابته بانسداد في أحد الأوردة خلال سنته الأخيرة بالجامعة.
وأوضح حواس، في تصريحات للإعلامي تامر أمين خلال برنامج “آخر النهار” المذاع عبر شاشة “النهار”، مساء الإثنين، أن الإصابة التي أنهت مشواره الكروي كانت بمثابة نقطة تحول في حياته، مضيفًا: “شعرت أن مستقبلي انتهى، لأن حياتي كلها كانت كرة، لكن ربنا سبحانه وتعالى كان يخبئ لي الخير في طريق آخر”.
وأشار إلى تفكيره في احتراف المحاماة، إلا أن الصدفة قادته إلى دراسة الآثار، ليبدأ مسيرة جديدة ملأى بالإنجازات العالمية.
وأكد أن التحول من كرة القدم إلى الآثار لم يكن سهلًا، لكنه اعتبره رسالة إلهية ، مستكملا: “الإنسان لا يجب أن يحزن على ما يفوته، لأن ربنا بيعوضه دايمًا بالخير. أنا أخلصت للآثار وأعطيتها عمري كله، وربنا عوضني بما هو أفضل”.
وكشف حواس عن سر نجاحه في عمله، مستشهدًا بنصيحة والده، قال لي: “عمرك ما تحط صباعك تحت ضرس حد.. يعني لا ترضخ لابتزاز، ولا تقبل رشوة أو هدية. حتى الورود كنت أرفض دخولها مكتبي. هذه القناعة أنقذتني طول حياتي”.
وأشار إلى أنه لم يخش يومًا من الهجوم أو الشائعات، قائلا: “طالما أنت ماشي صح، لا تخاف. جمال الغيطاني نفسه قدّم ضدي شكوى بشأن معارض توت عنخ آمون، واستمرت التحقيقات سنتين، لكن في النهاية ظهر الحق. أنا لا أحب الخناقات، ولا أضيع وقتي في صراعات جانبية. أهم حاجة العمل والإنتاج.
وفي حديثه عن المعارض الخارجية، شدد حواس على أنها وسيلة فعّالة للترويج السياحي وزيادة الدخل القومي، موضحًا أن معرض توت عنخ آمون الأخير حقق لمصر 120 مليون دولار استُخدمت في بناء المخازن المتحفية ومعامل الترميم بالمتحف الكبير.
وأضاف: “المعارض تُؤمّن بأعلى مستوى، ويرافق القطع الأثرية فريق من الأثريين والضباط. هي وسيلة تسويق ضخمة لمصر، وتدفع السائح الأجنبي لزيارة المتحف لرؤية الكنوز الأصلية. في عهد الرئيس مبارك، على سبيل المثال، افتتح بنفسه معرض الآثار الغارقة في باريس وألمانيا، وهذا عزز صورة مصر عالميًا. حتى أن معرضًا في أستراليا وفّر لنا كميات ضخمة من القمح مقابل عرض قطع أثرية هناك”.
وأكد أن المخاوف من ضياع الآثار في هذه المعارض غير صحيحة، قائلًا: “القطع التي نخرجها ليست فريدة وغالبًا مكررة، ونستعيدها كلها. الخطر الحقيقي كان في الماضي عندما نهب الاستعمار الإنجليزي والفرنسي كنوزنا، أما اليوم فالمعارض آمنة وتدر عوائد مالية وسياحية هائلة”.