“زي النهاردة”، 9 ديسمبر من عام 2006، أي منذ 18 عامًا، توفي الفقيه والعالم الكبير الشيخ عطية محمد عطية صقر، عن عمر يناهز الـ 92 سنة.
كان صقر، رحمه الله، أحد كبار علماء الأزهر، والذي شغل منصب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر، وكان عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالإضافة إلى كونه عضوا سابقا في مجلس الشعب ومجلس الشورى.
مولده
ولد الشيخ عطية صقر في عام 1914 م، بإحدى قرى مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.
وحفظ القرآن الكريم في سن التاسعة من عمره، وجوّده بالأحكام وهو في سن العاشرة في كتاب قريته.
وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة الأولية التحق بمعهد الزقازيق الديني عام 1928م، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
ونال الشهادة العليا عام 1941 م، وكان قد اختار تخصص الوعظ، فحصل منه على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد في عام 1943، وكان ترتيبه الأول.
وظائف ومناصب
وبعد تخرجه تم تعيينه إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف، ومنها تنقل من مسجد لآخر، ومن محافظة لأخرى، حتى رقي مفتشًا للوعظ ثم مراقبًا عامًّا حتى أحيل للتقاعد، وشغل بعد تقاعده عدة مناصب كما ذكر من قبل.
وامتاز بلغته السهلة، ونزوله إلى مستوى الإنسان العادي، البسيط، والمسلم غير المتبحر في الفقه والتفسير والحديث.
وشغل عطية صقر العديد من المناصب، ومنها: مترجم للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة.. وكيل إدارة البعوث.. مدرس بالقسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر.. مدير مكتب شيخ الأزهر.. أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية.
وبعد تقاعده عمل مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومديرًا للمركز الدولي للسنة والسيرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والأوقاف.
جوائز
حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983 م، وعلى نوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1989 م.
شارك كضيف، ثم مقدم للبرامج الدينية بالإذاعة والتلفزيون، ونشرت مقالاته وفتاواه بالعديد من الصحف والمجلات.
كما عقد الكثير من الندوات، وكان له دور فعال في لجنة الفتوى ومجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالإضافة إلى قيامه بالرد على الاستفسارات الدينية تحريرًا وشفويًّا.
تعمق في العلوم الشرعية ونهل منها الكثير، لذا تمتعت فتاواه بمصداقية كبيرة لدى الجميع.
عدم التعصب لأي من المذاهب
كما عُرف عنه مواقفه الجريئة وقوله بالحق، وكان في عرضه للأحكام الشرعية يميل إلى عدم التعصب لمذهب فقهي معين، وإذا كان له رأي خاص يتناسب مع ظروف العصر ويحقق المصلحة، أشار إلى المذهب أو العالم الذي سبقه بذلك ليطمئن القارئ أو المستمع أو المشاهد.
واجه الكثير من المواقف الصعبة، فقد اتهمه البعض بالرجعية فلم يعبأ، وصفوه بالتساهل فلم يهتم.
ومن أشهر فتاواه الحكم بريوية الفوائد البنكية ودفاعه عن ختان الإناث بأنه بين الوجوب والاستحباب، وعانى بسبب بعض فتاواه الكثير من المشاكل حتى جاءت فتواه الشهيرة بتحريم مصافحة المرأة الأجنبية أثناء برنامجه التلفزيوني “فتاوى وأحكام”؛ مما تسبب في حالة من الجدل والخلاف أدت إلى إيقاف البرنامج لفترة، وأيضًا في إبعاده عن منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عام 2002م.
مؤلفاته
وقدم الشيخ عطية صقر للمكتبة الإسلامية أكثر من 31 مؤلفًا علميًا أهمها:
– الدعوة الإسلامية دعوة علمية: وهو الكتاب الحاصل على جائزة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كما أن له مجلدًا من 6 أجزاء حول الأسرة تحت رعاية الإسلام.
ومن مؤلفاته أيضًا:
– موسوعة “أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام”.
– دراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة.
– الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه.
– العمل والعمال في نظر الإسلام.
– الحجاب وعمل المرأة
– البابية والبهائية تاريخًا ومذهبًا
– فن إلقاء الموعظة.
توفي العالم الراحل الجليل بمركز الطب العالمي بالهايكستب بالقاهرة، ودفن في مسقط رأسه بقرية بهنباي التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية.