متابعة _ عبدالرحمن شاهين
“مدفع الإفطار.. اضرب”، مع غروب شمس كل يوم في رمضان نستمع لهذه الكلمات لتكون إشارة أن يليها أذان المغرب وموعد إفطار المسلمين منذ أكثر من 570 عامًا.
مدفع محمد علي
ولكن ما قصة الارتباط بين مدفع الإفطار وأذان المغرب في شهر رمضان المبارك ومتى بدأ هذا التقليد؟.
هناك العديد من القصص التي تروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى.
فمن الروايات المشهورة أن محمد علي الكبير والي مصر، كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم ما في الشهر المباوك كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة.
فاعتقد الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وطلبوا من الحاكم أن يستمر في هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية.
مدفع الحاجة فاطمة
وفي رواية أخرى ارتبط المدفع بـ “الحاجة فاطمة” ترجع إلى عام “859” هجرية.
ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يدعى “خوشقدم” وكان جنوده يختبرون مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني.
وكان الاختبار يتم أيضًا في وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغهم بموعد الإفطار.
وبعدما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى “الحاجة فاطمة” التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم “الحاجة فاطمة” على المدفع.